تعليق صحفي: أمريكا تؤجل حظر القنابل العنقودية لتواصل نشر الموت والدمار والإرهاب في العالم!
واشنطن (رويترز) - قال مسؤولون إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ستؤجل إلى أجل غير مسمى حظرا على استخدام أنواع قديمة من القنابل العنقودية من المقرر سريانه من أول كانون الثاني/يناير 2019 وأوضحوا أن التقدم بشأن إجراءات السلامة في تكنولوجيا الذخائر أخفق في إيجاد بدائل للمخزونات القديمة.
تسعى أمريكا للسيطرة على العالم، وهي في سبيل رغباتها الرأسمالية الجشعة، ولإشباع نهم مصانعها وشركاتها لا ترى قيمة إلا القيمة المادية، فالبترول عند وزارة الدفاع الأمريكية أغلى من دماء البشر، والأرباح المادية أعلى قيمة في نظر الإدارة الأمريكية من أي قيمة إنسانية أو أخلاقية أو روحية، فلا ترى أمريكا أي قيمة للبشر أو الحجر أو الشجر إلا فيما يجلبونه لها من أرباح مادية.
إن إصرار أمريكا على استخدم القنابل العنقودية المحرمة دوليا وتأجيل حظرها يجسد العقلية الرأسمالية الإجرامية للغرب عامة ولأمريكا خاصة، عقلية حاقدة تحرق الأخضر واليابس وتقتل الأطفال والشيوخ والنساء وتدمر الحواضر وتتركها حقول ألغام يصعب العيش فيها لعقود من الزمن... كل ذلك في سبيل تحقيق مكاسب مادية جشعة وسعياً وراء زيادة أرصدة حفنة من تجار الموت الرأسماليين المتربعين على عرش الشركات الأمريكية والأوروبية.
فالقنابل العنقودية المتخلفة تعتبر من الأسلحة غير دقيقة الهدف، تنتشر على نطاق واسع قد يصل إلى مساحات تعادل أضعاف مساحة ملعب كرة القدم، والهدف منها ترويع المدنيين، وتحقيق أكبر قدر من الإصابات... مباشرة وغير مباشرة في المنطقة التي تلقى فيها، ونسبة إصابتها للهدف حوالي 50%، ويؤكد هذا الرقم أنها عبارة عن سلاح عشوائي هدفه التدمير والترويع فقط. ولا ينفجر معظمها إلا بعد الحروب... في الأطفال والعزل وتبقي الأرض رهينة لما يشبه الألغام التي تخلفها تلك القنابل.
ونتيجة للسياسة الاستعمارية الإجرامية للغرب ولأمريكا خاصة تنتشر الآن ملايين القذائف العنقودية غير المنفجرة في 80 بلداً، وتكلّف عملية إزالتها 33 مليار دولار، ويقدّر عدد الألغام المنتشرة في العالم بـ120 مليون قذيفة غير منفجرة، وأصبحت سوريا الدولة الأولى في انتشار القنابل العنقودية لسنة 2012.
ومع كل هذه الوحشية التى لم تشهد لها البشرية مثيلا، فإن أمريكا هي وغيرها من الدول الإجرامية الاستعمارية التي لم توقّع على معاهدة حظر الألغام الأرضية، ولا تزال تصنع سنويًّا ما يزيد عن 10 ملايين لغم، وإذا كان صنع اللغم الواحد يكلف 30 دولاراً فإن نزعه يكلف 1000 دولار، وتحتاج لـ 1200 عام لإزالتها.
إن هذه الجريمة البشعة التي تقترفها أمريكا بيديها في حق البشر والحجر والشجر لا تشكل إلا مشهدا صغيرا في مسلسل الإجرام الأمريكي المتواصل في حق البشرية عامة والمسلمين خاصة، فنصيب المسلمين من القنابل العنقودية في أفغانستان والعراق والشام وفلسطين كان الأكبر... وجرائم أمريكا باتت تشبه في بشاعتها قنابلها العنقودية سواء أكانت جرائم عسكرية أم اقتصادية أم ثقافية أم اجتماعية... جرائم طالت البشرية وعم شرها العالم.
لقد آن للبشرية أن تتخلص من وحشية الرأسمالية الجشعة التي تقودها أمريكا، وتنعم بالسلام والرحمة والطمأنينة في ظل حكم الإسلام الذي جاء رحمة للبشر والحجر والشجر، وآن للأمة الإسلامية أن تتحمل مسؤوليتها وتعمل على إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتخلص البشرية من هذا القتل والإجرام الذي تنشره أمريكا في العالم، وأن تحمل الإسلام رسالة نور وهداية ورحمة للبشرية.