تعليق صحفي
دماء المسلمين ليست رخيصة أو وقودا لتنفيذ مخططات الأنظمة وأجهزة مخابراتها!
على إثر الحادث المؤسف والذي وقع في منطقة رفح والذي ذهب ضحيته شابان فجر أحدهما نفسه فقتل نفسه ورجل أمن، وأصيب عدد من المتواجدين، وفق رواية داخلية سلطة حماس.
أولا: إن دماء المسلمين ليست رخيصة كي تراق، وإن قتل النفس وقتل المسلم هو جريمة عظيمة عند الله، وبث للأحقاد والكراهية بين أبناء الحركات الإسلامية مما يؤسس لإيقاع العداوة والبغضاء والقتل والاقتتال بينهم بدل توجيه الطاقات نحو كيان يهود المحتل.
ثانيا: من الملاحظ أن الأحداث الأمنية تزداد بالقرب من منطقة رفح وفي سيناء كلما تم فتح معبر رفح، ما يلقي بظلال من الشك حول واقع تلك الأعمال ومن يقف وراءها، فضلا عن أن نتيجة تلك الأعمال هي إراقة دماء المسلمين من الطرفين، سواء أكانوا من أفراد الجيش المصري، أم من أبناء الحركات، فهل تلك الأحداث تأتي بمعزل عن خطط الأنظمة وأجهزة مخابراتها المجرمة التي لا يهمها إلا تنفيذ أجندات أسيادها ولو على حساب حرق البشر وإبقاء حصارهم على غزة، مع العلم أن أكبر محاصر لقطاع غزة هو كيان يهود والنظام المصري، والذي لا يرقب في أهل مصر أو غزة إلاً ولا ذمة، وحتى عندما يفتح المعبر لأيام معدودات فإنه يفتحه وفق حسابات سياسية خاصة به.
ثالثا: إن المعالجات الأمنية للمشاكل كما تريد المخابرات المصرية، أثبتت أنها تزيد اشتعال النيران، والأجدى هو المعالجة الفكرية الشرعية الواعية، التي تحقن دماء المسلمين من جميع الأطراف.
رابعا: إن الدعوات التي يمكن رصدها في وسائل الاعلام من بعض القيادات والتي تنادي بالضرب بيد من حديد، هي ذاتها الدعوات التي حرضت على القتل والاقتتال من قبل بين كل من فتح وحماس، ويبدو أن هؤلاء الداعين لم ولن يتعلموا مما سبق، فهلا تكلم العلماء بكلمة خيرتحقن دماء المسلمين.
خامسا: إن تكفير المسلمين لبعضهم بعضا أو استباحة دماء بعضهم إنما هي جريمة وطامة كبرى، وعذابها شديد في الآخرة، ويمكن لمس كوارثها في واقع بعض الحركات في كل من العراق وسوريا وما جلبته من ويلات وكوارث، فهل فلسطين وقطاع غزة المحتل والذي تغزوه النكبات من كل جانب ينقصه أن يغرق في مثل هذه الأزمات ولما يتحرر من كيان يهود. فالأولى بأبناء الحركات الاسلامية الكف عن الدخول في مثل هذه الفتن المحرمة والاتهامات الباطلة.
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )
18/8/2017