تعليق صحفي

ما كان لبوتين أن يطغى لو أن للمسلمين خليفة كسليم الثاني يحرق عليه موسكو ويؤدبه للأبد!!

  اعتبر الرئيس الروسي، الإرهاب أكبر خطر تمثله أفغانستان التي تسودها حرب أهلية. يأتي ذلك قبل مؤتمر عن أفغانستان تستضيفه موسكو. وعن ذلك قال بوتين: "آمل كثيراً ألا نضطر لاستخدام قواتنا أبداً (في أفغانستان) خاصة وحداتنا… في طاجكستان".

تتنقل آلة الموت الاستعمارية في بلاد المسلمين قتلا وتدميرا ونهبا وتنازعا بين المستعمرين وتآمرا وإشعالا للفتن والنعرات الطائفية، حتى أصبحت دولا لا تملك أي رسالة للبشرية كروسيا تتحدث عن بلاد المسلمين وكأنها مزرعة لها، تخطط لمستقبلها وتغرس بها القواعد العسكرية وتقصفها إن لزم الأمر تماشيا مع اتفاقيات مع عدوة المسلمين أمريكا.

ما كان لروسيا المجرمة التي تفتقر للإنسانية ولكل القيم الأخلاقية حتى تجاه شعبها أن تسمح لنفسها بالتدخل في بلاد المسلمين لولا غياب الخليفة الراعي للأمة الإسلامية الذي عرفته روسيا قبل غيرها وتخشى عودته بعودة الخلافة التى وصلت جيوشها لموسكو بل احرقتها في إحدى غزوات الخلافة التأديبية للروس.

 فتاريخ الأمة شاهد على الطريقة الشرعية في معاقبة وتأديب وردع كل من تسول له نفسه بإيذاء المسلمين أو التدخل في شؤونهم، فعندما اشتكى حكَّامُ خوارزم والقرم من مضايقات الرُّوس للحُجَّاج والتجَّار المسلمين بعد استيلائهم على"أستراخان"، ومهاجمة قوافلهم التجاريَّة، أرسل السلطان " سليم الثاني" لحاكم منطقة القرم الإسلاميَّة التي كانت تعدُّ من أملاك الخلافة العثمانيَّة في ذلك الوقت - وكان موقعها جنوب أوكرانيا؛ِ حيث كانيقع تحت سلطانها كثير من بلدان التَّتر حتى حدود روسيا - حيث طلب منه سرعة تأديبِ الروس واحتلال عاصمتهم موسكو، وكان حكَّام الدولة العثمانيَّة يعتبرون روسيا دولةً من الدرجة الثانية، لا يُؤبَه لها ولا لخطرها، وكانوا يوالونها بحملات التأديب والإغارة على حدودها دون أيِّ مقاومةٍ تُذكر من جانب الجيش الروسي.

وقد لبَى خان دولة القرم "دولت كيراي" الدعوةَ، وسار في ربيع عام 1571م بجيشٍ مكوَّن من مائة وعشرين ألف فارس أكثرهم من القرم، وقِسم منه من الجنود العثمانيين، مستصحبًا معه سريَّة مدفعيَّة عثمانيَّة، واتَّجه مباشرة إلى موسكو؛ حيث قام بالالتفاف حول التحصينات الدفاعيَّة في "سريوخوف" ومباغتةِ قوات خفر الحدود الروسية الذين أُبيدوا بالكامل، وسرعان ما تشتَّت شملُ الجيش الروسي إلى داخل المدينة الذين بُوغتوا بالهجوم، ولم يستطيعوا الصمود أمام نيران المدفعية العثمانية؛ حيث خسر في محاولة صدِّ الهجوم العثماني القوي أكثر من 8000 جندي روسي، والذي لم يتمكَّن بقيَّته من الدِّفاع عن موسكو؛ حيث قاموا بالفرار في مشهدٍ مُزرٍ، وطاردهم الجيشُ الإسلامي الذي قام بِحَرق حاميات الجند الروس ومعسكراتهم.


ودخل الأتراكُ موسكو وأحرقوا المدينة، وعاد الخان إلى قرم مع 150 ألف أسير، وعلى إثر انتصاره حصل على لقب "تخت - آلان" (كاسب العرش)، وأحرق الأتراكُ الذين دخلوا منتصرين موسكو حتى سراي الكرملين، وفرَّ معظمُ الأهالي وأسروا البقيَّة".

لقد آن للأمة الاسلامية أن تتخذ من قضية إقامة الخلافة قضية حياة أو موت ، تبذل في سبيل إقامتها الغالي والنفيس وتضغط على أهل القوة وضباط الجند وقادتهم لخلع حكام الضرار العبيد للمستعمرين وإقامة الخلافة، فبدون إقامة خلافة على مناهج النبوة  ستبقى بلاد المسلمين مسرحا للطغاة والمستعمرين ونهبا لكل طامع ومناطق نفوذ يتنازعها المستعمرون القتلة ..المجرمون الذين لا تردعهم أخلاق ولا إنسانية عن اقتراف المجازر وسحق البشر وتدمير المدن في سبيل مصالحهم المادية ..من نفط وغاز ونفوذ وسعي نحو مجد زائف على جماجم البشر وجثث الأطفال والنساء والشيوخ.

13-4-2017