تعليق صحفي

عباس وسلطته يتلاعبون بأهل فلسطين وبقوت عيالهم بعدما تلاعبوا وفرّطوا بأرضهم ومقدساتهم!

اندلعت في غزة حالة تذمر وتخوف كبيرة، جراء ما عرف "بمجزرة الرواتب" والتي افتعلتها سلطة عباس ممثلة بحكومة الحمدالله، تجاه موظفي قطاع غزة، وذلك بالإقدام على استقطاعات كبيرة من العلاوات، وذلك بشكل مفاجئ بذريعة الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي تارة، وبذريعة الضائقة الاقتصادية تارة أخرى.

إن هذه السلطة التي تنازلت عن فلسطين ليهود تتلاعب بأهل هذه الأرض المباركة وبقوت عيالهم؛

فالسلطة التي يقبل رئيسها بحل الدولتين على جزء الجزء من أرض فلسطين، وتحاول تمليك الروس أرض وقف تميم الداري، تتلاعب بالموظفين الذين وظفتهم، والذين أمرتهم بالمكوث في منازلهم بعد أحداث الاقتتال والانقسام بين سلطتي فتح وحماس، كأنها تعاقبهم مرة بعد مرات على انصياعهم لأوامرها.

والكارثة الأكبر لا تَحِل على هؤلاء الموظفين فقط، بل تؤثر بشكل واضح على مجريات الحياة الاقتصادية في قطاع غزة، فمن المعلوم أن عصب الحياة الاقتصادية في قطاع غزة، يعتمد بالدرجة الأولى على رواتب موظفي سلطة رام الله، وهو ما سيعني زيادة حالة الركود والبطالة في قطاع تفاقمت فيه أزمات البطالة والفقر والاحتياج، جراء احتلال كيان يهود، وجراء الحصار والتضييق عليه وعلى مختلف الشرائح فيه، اضافة لمشاكل الانقسام.

فالسلطة التي تبرأت من موظفي سلطة حماس رغم اتفاق المصالحة الأخير "اتفاق الشاطيء"، ها هي اليوم تتنكر حتى لموظفيها الذين عينتهم والذين طالبتهم بعدم العمل في ظل وجود سلطة حماس.

فهل هذه السلطة مؤتمنة على أهل فلسطين وهي من باعتهم بالجملة وبالقطعة؟! وهل لهكذا سلطة أمان حتى على موظفي الضفة الغربية وهم يرونها تخذلهم في غزة وتهلكهم في الضفة ضرائبيا؟!

إن من المعلوم أن هذه السلطة التي استبدلت التفريط بالأرض والمقدسات بالتحرير، واستبدلت بالكفاح المسلح تنسيقا أمنيا ثم قدسته، إنما هي سلطة خاطئة آثمة. ولقد غدت معيشة موظفيها ورواتبهم –من منظورها- ثمنا لإسكاتهم وقبولهم بخياناتها!.

بل وزاد من قبح صنيعها واقتطاعها من الرواتب، أن شرّعت الأبواب أمام البنوك الربوية، التي تقتطع أموالها بغض النظر عن أحوال الناس، ولتكون محقا على المتعاملين معها.

إن عباس وحكومته وسلطته ما هم الا أداة ذليلة بيد أمريكا والدول الغربية، لا يتحركون الا بأمرها ولا ينتهون الا بنهيها، فهم الأداة التي من خلالها تم افتعال الانقسام بين الطرفين في غزة والضفة، وهم الأداة التي تحاول الرجوع للمفاوضات، وهم الأداة التي من خلالها يُذل أهل فلسطين عبر محاربتهم في أرزاقهم.

فهلاّ رفع أهل فلسطين صوتهم عالياً في وجه هذه السلطة التي ترهنهم لإرضاء نزوات ومغامرات ومصالح قادتها؟!

9/4/2017