تعليق صحفي

مجازر خان شيخون التي أبكت الصخر لم تستثر عباس أما اعتداء السويد فنعم

عبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عن تضامنه مع مملكة السويد وشعبها ضد العمل الارهابي الذي تعرضت له يوم الجمعة، وراح ضحيته عدد من المدنيين بين قتلى وجرحى. وأكد في برقية ارسلها إلى رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين، موقف دولة فلسطين في مواجهة الارهاب في أي مكان ومن أي جهة كانت، وتمنى الرئيس في البرقية، الرحمة لضحايا هذا العمل الارهابي والشفاء العاجل للجرحى.

 

ليس تأييدا للهجوم أو معارضة له، ولكن استنكارا للدرجة التي وصل إليها رئيس السلطة الفلسطينية، فقد حقق رقما قياسيا في سرعة تضامنه وتعاطفه مع كل حكام الغرب عند أية حادثة تتعرض لها بلادهم حتى وإن كانت اعتداء على صحيفة امتهنت سب الرسول صلى الله عليه وسلم في فرنسا، إذ أشهد عباس العالم كم قلبه رقيقا ولا يقوى على تحمل مشاهد الاعتداء والقتل بحق شعوب الغرب، في حين بالأمس شهد العالم الهجوم الوحشي بالكيماوي على أطفال ونساء وشيوخ خان شيخون المسلمين، فاق عددهم بأضعاف كل ضحايا الغرب عبر السنوات المديدة في تلك الأعمال التي تعرض لها الغرب، في مشاهد تفطرت لها القلوب ودمعت عليها العيون وأبكت الصخور، مشاهد الأطفال والنساء والشيوخ في الشام، ومع ذلك لم يستنكر عباس ولم يدن ولم يظهر للعالم تعاطفا أو رحمة أو قلبا رقيقا!!

حقا إنّ حكام المسلمين ليسوا من الأمة ولا ينتمون لها بحال، هم نواطير للغرب في بلادنا، مصاب الغرب مصابهم، وفرح الغرب فرحهم، أما مصاب المسلمين فيفرحهم وإن كتموا ذلك أو ادعوا خلافه.

فعندما يتعلق الأمر بمذابح ومجازر يتعرض لها المسلمون في العراق واليمن ومصر وليبيا والشام، حتى وإن كانوا من أهل فلسطين المهجرين، يسارع عباس إلى القول "لن نتدخل في شئون الدول الداخلية"، وكأن الأحداث في بلاد الواق واق وتصيب غرباء لا يمتون له بصلة، اما عندما يتعلق الأمر باعتداءات على شعوب الغرب ولو كانت ردات فعل لما يلاقيه المسلمون على يد حكومات الغرب من ويلات، يسارع عباس إلى ابداء التضامن والتعاطف والاستعداد للمساعدة في محاربة الإرهاب والضرب بيد من حديد!!

 

نعم، هي المفارقة العجيبة التي لا يمكن تفسيرها إلا بما ذكرناه بأنّ حكام المسلمين ليسوا من الأمة ولا ينتمون لها.

8/4/2014