تعليق صحفي
النظام الأردني يسبح عكس تيار الأمة الجارف وهو ما سيرديه عما قريب
عمان / وكالات، اعتقلت قوات الأمن الأردنية يوم السبت شابا وذلك بسبب رسمه علم كيان يهود على مدخل لواء بني كنانة في محافظة إربد، بعد أيام من الإفراج عن الجندي أحمد الدقامسة.
وقال مصدر أمني أردني إنه تم استدعاء شاب قام برسم علم يهود على أحد الشوارع الرئيسية من قبل الأجهزة الأمنية المختصة وقامت بالتحقيق معه مضيفا أنه سيتم تحويله إلى المدعي العام غدا. وبحسب المصدر الأمني لا يجوز الإساءة لأي دولة تربطها مع الأردن علاقات واتفاقيات وهو أمر مخالف للقانون. رابط الخبر
لا شك أنّ قصة البطل الدقامسة تشكل من بداياتها إلى اليوم وصمة عار على جبين النظام الأردني، وبارقة أمل في الأمة الإسلامية وأبنائها وجيوشها.
فالنظام الأردني تعامل مع الدقامسة معاملة الأعداء الأنذال، فبدلا من أن يكرمه على ما قام به تجاه دولة يهود، وبدلا من أن يعلي من مرتبته العسكرية ليكون نموذجا لإخوانه في الجيش الأردني، قام النظام بسجنه عشرين عاما عجافا غير آبه بالمظاهرات والتحركات والرأي العام الرافض لهذه الخطوة التي تقطر ذلا وعارا، وغير مكترث بحلال الله وحرامه، وقد أتبع النظام خطوته تلك بأن سعى بكل ما أوتي من قوة لمنع الاحتفالات والترحيب بالدقامسة من قبل عامة أهل الأردن وكل الأحرار في الأردن، وفي الخبر أعلاه يضيف النظام حلقة جديدة في سجل خيانته لله ولرسوله وللمؤمنين من خلال اعتقال شاب لإهانته علم دولة يهود!! فالنظام يستميت في تثبيت الخيانة واتفاقية العار مع دولة يهود استماتة لا يمكن فهمها في قاموس الأحرار والرجال. وفي المقابل، فإنّ حادثة الدقامسة تشكل بارقة أمل؛ بدءا مما قام به قبل عشرين عاما وانتهاء بتصريحاته بعد خروجه، تلك التي أثلجت الصدور، وكذلك فرحة أهالي بلده ومحافظته وكل أهل الأردن بخروجه مسارعين إلى تهنئته بالسلامة ومباركته لما قام به متحدين ما فرضته السلطات من قيود وإعاقات، وكذلك شكلت تعابير الجموع الرافضة للتطبيع والسلام مع دولة يهود الغاصبة لفلسطين تأكيدا على ثوابت الأمة في التعامل مع كيان يهود المجرم.
نعم، لقد أكدت حادثة الدقامسة بأنّ الحكام ليسوا من جنس الأمة ولا ينتمون لها بحال، فهم متعلقون بأستار الكفار ويهود، وهمهم الأكبر البقاء على كراسيهم من خلال خدمة أسيادهم في الغرب، في حين إن الأمة تتطلع ليوم تتحرر فيه من ربقة الاستعمار، وتُنازل فيه يهود وتحرر فلسطين والمسجد الأقصى الحزين.
والآن وبعد مرور أكثر من 20 عاما على اتفاقية وادي عربة الخيانية، أدرك الحكام والنظام في الأردن أنها ما زالت حبرا على ورق، وأنّها لم تعبر يوما عن تطلعات وموقف أهل الأردن الأحرار، وجاءت حادثة الدقامسة لتشعل هذه الحقائق فتنير دروب المخلصين وتحرق قلوب المطبعين والخائنين. إنّ الأمة لا يعبر عنها وعن موقفها إلا من يتبنى الإسلام عقيدة وسياسة، وكل محاولات وأد الأمة والأخذ بناصيتها نحو مراتع الاستعمار والعبودية هي إلى زوال قريب بإذن الله، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.