تعليق صحفي
من بلادنا يعلنون مواصلة قتل وقصف أبنائنا! فأي هوان هذا يا أردوغان؟!
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستواصل عملياتها العسكرية بمدينة حلب السورية بهدف "تطهيرها" مما سماها التنظيمات الإرهابية. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع شاويش أوغلو اليوم الخميس في آلانيا بأنطاليا السياحية جنوبي تركيا، إن مكافحة ما وصفه بالإرهاب في حلب وفي مناطق أخرى في سوريا لا يختلف عن مكافحته في الموصل وفي مناطق أخرى بالعراق.
يتبجح لافروف وهو يتحدث عن قتل نساء المسلمين وأطفالهم، وهو بكل صلافة ووقاحة يعلن مضي بلاده في ارتكاب المجازر من انطاليا بتركيا، ليبدد تبجحه غيوم تصريحات أردوغان ويظهر حقيقتها الواهية، فهي تصريحات لا تكاد تجاوز حنجرته بل إنه بذلٍ وهوانٍ يتصل ببوتين ليفسر له (بل ليلعق) تصريحاته التي زعم فيها سعيه لإسقاط نظام الأسد!
لو كان أردوغان صادقا في زعمه هل كان لينسق المواقف العسكرية والمخابراتية مع الروس المعتدين قاتلي أهل حلب؟! وهل كان يسمح للمجرم لافروف أن يزبد ويعربد ويتوعد أهل حلب من عقر بلاد المسلمين من بلاد العثمانيين بلد سليمان القانوني ومحمد الفاتح وعبد الحميد؟!
كلا فلم تكن دماء أهل حلب بعزيزة على من أسلمها لنظام وحشي وتواطأ مع قاتلها؟! ولم يكن مصاب أهل الشام مصاباً لنظام ركض خلف ضريح وترك مليون مسلم يموتون ذبحاً وقصفاً وتدميرا فلا يجدون كفناً ولا حفرة ليواروا فيها الثرى! فأي حبّ هذا الذي يحمله أردغان لأهل الشام؟! وأية عداوة هذه التي يعادي فيها الأسد وروسيا؟!
لئن كان التراجع عن التصريحات فضيحة يحاول أن يختبئ منها أردوغان فإن الوقوف بين يدي الدّيان وهو خاذل لإخوانه المسلمين بل ومتآمر عليهم أشد فضيحة يوم القيامة فليعدّ أردوغان لذلك السؤال جواباً.
إن أردوغان ومعه حكام السعودية وقطر، الذين يظهرون الحرص على الشام وثورتها ويبطنون معاداة أهلها، مثلهم (كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ…) وها هي الحوادث والأيام تزيل الغبار والتراب عن مواقفهم وتظهر حقيقتهم الخبيثة ومساعيهم الشريرة.
إنه ليس لأهل الشام في ظل هذا التواطؤ والخذلان إلا التمسك بحبل الله ونبذ هذه الأنظمة وكل من ارتهن لها ولقرارها ولمالها السياسي الملوث، فالله ناصر عباده ولو بعد حين فلنكن أهلاً لهذا النصر المبين.
(قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ * هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ * وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)
١-١٢-٢٠١٦