تعليق صحفي

ما كان مجلس الأمن يوماً إلا غطاء لجرائم الاستعمار وأداة لمخططاته!

فشل مشروع القرار الروسي الخاص بحلب في الحصول على الأصوات الكافية أثناء التصويت عليه بمجلس الأمن الدولي، بينما أبطلت موسكو مشروع القرار الفرنسي باستخدام حق النقض (فيتو).

إن ما جرى في مجلس الأمن بخصوص حلب ليس صراعاً دولياً بين معسكرين (روسيا من جهة وأمريكا وأوروبا من جهة أخرى) كما يتوهم البعض أو يروج له إعلامياً، بل هو أقرب إلى تبادل الأدوار في مسرحية إجرامية تآمرية بين أمريكا وروسيا، رغم وجود "مشاغبة" أوروبية للمخططات الأمريكية طمعاً في حصة من "الكعكة".

إن هذا الموقف يعرّي ما يسمى بالمجتمع الدولي المتآمر على الشام وأهلها وثورتها، ويعرّي تغنّيه المزيّف بحقوق الإنسان، ويؤكد أن هذا المجلس ليس له دور إلا توفير الغطاء والشرعية لارتكاب المجازر الوحشية الرامية لتحقيق المخططات الاستعمارية.

أما ادّعاء أمريكا العجز واظهارها الضعف أمام روسيا، وعدم قدرتها التحرك إلا بغطاء الأمم المتحدة، فهي كاذبة ومخادعة بل إن مخططها هو رفع وتيرة القتل والإجرام لإرضاخ حلب والشام للشروط الأمريكية، والتاريخ يشهد على تحرك أمريكا في حرب العراق خارج منظومة الأمم المتحدة لما اقتضت مصالحها ومخططاتها الاستعمارية ذلك.

إن جلسة العار لمجلس الأمن يوم أمس يجب أن ترسخ لدى المسلمين حقيقة تآمر هذه الدول، ويجب على الثوار أن لا يركنوا لما يسمى بالمجتمع الدولي وأن ينفضوا عن مشاريعه ومبادراته وأن يوقنوا أن لا خلاص لهم إلا بالاعتصام بحبل الله، وأن يعملوا جاهدين لإسقاط النظام وقطع العلاقات مع القوى الخارجية الاستعمارية وأدواتها من الأنظمة العميلة وإقامة الخلافة على منهاج النبوة، وبغير ذلك سيتكرر سيناريو القضية الفلسطينية في الشام وثورتها، ولا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.

9-10-2016