تعليق صحفي
الاعتقال السياسي جريمة ومنكر لا يمكن الصمت عنه
أفادت حركة الجهاد الإسلامي أن الأجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية شنّت حملات اعتقالات واسعة في صفوف قادتها وكوادرها في الضفة الغربية، بالإضافة للاعتداء على عائلات عدد منهم خلال محاولات اعتقال أبنائهم. ودعت لمواجهة ما وصفته "التغول الذي تمارسه الأجهزة الأمنية بحق المواطنين وخاصة النشطاء في المقاومة" (قدس الإخبارية).
هذا الخبر يجسّد حالة الإفلاس الفكري والانحطاط السياسي الذي وصلت إليه السلطة الفلسطينية، والذي يدفعها لتستخدم أداة الاعتقال السياسي كوسيلة تغول أمني، من أجل التصدي لكل من يعارض نهجها السياسي، ومشروعها الأمني، ويرفض فلسفتها في أن "الحياة مفاوضات". وهو يمثل التعبير التلقائي عن الثقافة "الدايتونية" التي تلقاها ضباطها على أيدي الجنرالات الأمريكان، الذين صنعوا هذا المشروع الأمني، لحماية أمن الاحتلال.
وهي "ثقافة" أمريكية أنتجت "الفلسطيني الجديد"، وهي التي جسّدها تعبير الجنرال الأمريكي دايتون عندما قال في خطابه الشهير "ما فعلناه هو بناء رجال جدد"، وما عبّر عنه عندما اقتبس كلمات ضابط فلسطيني كبير خاطب خريجين من الأجهزة الأمنية: "لم تأتوا إلى هنا لتتعلموا كيف تقاتلون إسرائيل"، ثم تفاخر دايتون أن "هذا التغيّر جعل ضباطاً في الجيش الإسرائيلي يسألونه في أغلب الأحيان: كم من هؤلاء الرجال الجدد تستطيع أن تصنع؟".
إن الاعتقال السياسي جريمة سياسية وثقافية وأمنية وقانونية، عدا عن كونه تحد صارخ للأحكام الشرعية التي حرمت قمع المسلمين والتنكيل بهم، فكيف به عندما يكون خدمة للمحتل اليهودي واستقواء به على أهل فلسطين!
إن الواجب على كل مخلص في كل حركة وفصيل -ومن ضمنهم حركة فتح- إعلاء الصوت ضد الاعتقال السياسي ورفض نهج التغول الأمني، من باب الأمانة والشعور بالمسؤولية، ومن ثم بدافع الأخوة ورفض الذل، وإن صمت المخلصين على هذه الاعتداءات هو تقاعس عن واجب المحاسبة السياسية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
" كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ"
12/10/2016