تعليق صحفي
مهرجان العنب السلطوي... زراعة أم خلاعة!
أعلن وزير الزراعة سفيان سلطان، عن انطلاق فعاليات مهرجان العنب السادس في بلدة حلحول، شمال مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. وقال سلطان إن الحكومة ستواصل جهودها لدعم المزارعين وفتح آفاق جديدة لتسويق منتجاتهم، مشيراً إلى أن الزراعة في فلسطين تمثل عنوانا للصمود والتشبث بالأرض (دنيا الوطن19-9-2016). وقد أظهرت الصور التي نشرت في افتتاح المهرجان مشاهد رقص يسمونه شعبيا.
في الوقت الذي كانت فيه مدينة الخليل تودع فوجا جديدا من شهدائها، كان رجالات السلطة الفلسطينية يرقصون على جراح فلسطين ويتجاهلون آهات أهالي الشهداء، وكانت الفتيات السافرات تتمايل مع الشباب، ويبدين مفاتنهن أمام من يسمونهم قادة المشروع الوطني، في حالة متجددة من استمراء الفسق وكشف العورات، وتمرير "ثقافة الرقص!" في بلد محافظ معتد بقيمه وثقافته ودينه.
إن هذه الأعمال والمظاهر لتؤكد من جديد أن من يسير في ركب السلطة الفلسطينية يحكم على نفسه بالعار والذل، ويصبح جزءا من باطلها ومروجا لثقافة الفحش والتنازل التي يحملها "المشروع الوطني الاستثماري" دون خجل أو حياء، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "إذا لم تستحي فاصنع ما شئت"!
إن دعم فلسطين وأهلها ومزارعيها هو حق وواجب، ولكن السلطة التي أتقنت سبل الجباية تدّعي دعم أهل فلسطين، بينما تحولهم إلى مصدر رعي في مشروعها الاستثماري. وإن الصمود والتشبث بالأرض لا يكون عبر الرقص وتمييع الشباب، ولا عبر تسخير الناس لدفع الضرائب من أجل وراتب الوزراء وسياراتهم الفارهة وسفرياتهم للخارج، بل عبر حشد طاقات الأمة على مشروع التحرير، وحشد جيوش الأمة من أجل خلع هذا الاحتلال اليهودي من جذوره، وهي أعمال لا يفقهها وزراء السلطة.
"إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"