تعليق صحفي
دوي رصاص المشروع الأمني يتمازج مع دوي رصاص الحقد اليهودي
قمعت أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، الجمعة، مسيرة تضامنية انطلقت في مدينة جنين، دعمًا للأسرى المضربين في سجون الاحتلال اليهودي، في ظل التدهور المستمر في وضعهم الصحي... وذكرت وكالة قدس برس أن عناصر أمن السلطة قاموا بإطلاق الرصاص في الهواء وقنابل الغاز، واستخدموا غاز الفلفل لتفريق جموع المشاركين في المسيرة، فيما تم منع الطواقم الصحفية من التصوير، فضلا عن احتجاز عدد منهم وتفتيشهم.
تتجدد هذه الجريمة السلطوية مع تجدد ارتقاء أرواح الشهداء من أبناء فلسطين ممن ارتقت أرواحهم في سماء فلسطين بعدما تلقوا بصدورهم العارية رصاص الحقد اليهودي العقدي على أهل فلسطين والمسجد الأقصى. وبكل أسف، تزامنت الهجمة السلطوية الشرسة على أهل جنين مع الهجمة الليكودية الوحشية على أهل فلسطين، لتجدد كشف حقيقة هذا المشروع الأمني لخدمة الاحتلال الذي يسميه رجالات السلطة بالمشروع الوطني.
إن التعبير السياسي ضد مسيرة التخاذل وضد مشاريع التسوية السياسية لفلسطين هو حق وواجب، أما القمع السلطوي للتحركات الشعبية في فلسطين فهو عار وشنار على قادة هذا المشروع الوطني الاستثماري، ولن تتنازل الأمة عن محاسبة المتغولين على أبنائها مهما طال الزمان، وكما يقال فإن "من تغطّى بالاحتلال عريان".
لذلك حري بكل مسلم –من أبناء الأجهزة الأمنية وممن يدافعون عن المشروع الأمني وممن ضللهم قادة السلطة والمنظمة- أن يعود إلى رشده، وأن يعيد صياغة علاقته مع أمته ومع أبنائها على أساس العقيدة الإسلامية الجامعة، لا على أساس عقيدة التنسسيق الأمني الباطلة والمفرقة، ولا على أساس تعليمات ديتون والجنرالات الأمريكية، التي هدفت إلى صناعة "الفلسطيني الجديد" الذي يجعل أمن الاحتلال اليهودي فوق أمن المواطن.
(وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
17/9/2016