تعليق صحفي
هل سيصبح رحيل شخص الأسد "أسمى" أمانيّ معارضة الفنادق؟!
عرض المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا على المعارضة السورية بقاء بشار الأسد مع تعيين ثلاثة نواب له بصلاحيات كاملة. ولكن المعارضة رفضت العرض.
في ألاعيب المفاوضات ودهاليزها يبتدع المستعمرون أساليب شيطانية لتوجيه المفاوضات للوجهة التي يريدونها ولمحاولة التأثير على الرأي العام والقاعدة الشعبية سعياً لتسويق مشاريعهم.
وفي هذا السياق يمكن أن يفهم عرض أمريكا الذي جاء على لسان دي ميستورا ببقاء الأسد وتعيين ثلاثة نواب له، وإلا فأمريكا ستلقي بالأسد إلى قارعة الطريق متى توفر العميل البديل ولن تحفظ له عهداً ولا ذمة، وهي بذلك تحاول أن توهم القاعدة الشعبية لأهل الشام أن زوال الأسد أمرٌ بالغ الصعوبة فإذا ما استبدلته وفقاً لمخططاتها صفق لذلك البسطاء وعدّوه إنجازاً!.
ورغم هذه الألاعيب والدهاء الشيطاني، فإن عرض دي ميستوراً هذا يعد لطمة لهؤلاء الذين ارتضوا التفاوض مع هذا النظام الإجرامي وارتضوا بمقررات جنيف، وهو كذلك علامة على وقوف أمريكا والقوى الاستعمارية خلف الأسد وجرائمه بعيداً عن جعجعاتهم الإعلامية، وإلا فكيف لمبعوث دولي أن يطرح هذا الطرح ومنذ أيام قليلة فقط كشفت صحف الغرب عن مئات آلاف الوثائق التي تثبت مسؤولية هذا المجرم عن الفظائع والمجازر التي ارتكبت بحق أهل الشام؟!
إن أمريكا ومبعوثها وأممها المتحدة واهمون، فأهل الشام لن يقبلوا ببقاء النظام العميل لأمريكا وليس بقاء شخص الأسد فقط، ولن يقبلوا ببقاء عقر دار الإسلام تابعة لنفوذ أمريكا رأس الإجرام، ولو قبلت بذلك معارضة الفنادق، فأهل الشام ومعهم المسلمون يريدونها خلافة على منهاج النبوة على خطا نبيهم قائدهم للأبد، ولن تفلح ألاعيب أمريكا وأدوتها من حرف بوصلتهم، فخمس سنين من القتل والدمار وبقي أهل الشام يرددونها "هي لله هي لله"، أفتظن أمريكا بألاعيبها هذه تخدع خيرة عباد الله؟! إن هذا لن يكون!
ألا وإن لأهل الشام وكل المسلمين ثأراً عظيماً ليس مع الأسد فحسب بل ومع كل من ناصره وأيده وولغ في دمائهم سراً وعلانية، من أمريكان وروس وأدواتهم من الحكام المتآمرين وأشياعهم، وإن ساعة الحساب قد اقتربت وعودة الخلافة قد أزفت وحينها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.