التعليق الصحفي
هل يتغير حكم التطبيع بتغير شخصيات المطبعين؟
نشرت وكالة معا خبر لقاء الوفود اليهودية والتركية المختصة بمفاوضات المصالحة والتطبيع في إحدى العواصم الأوروبية اليوم الخميس، ونقلت عن مصادر يهودية أن مباحثات اليوم تركز على تطبيع العلاقات ما يعني أن المفاوضات قد تجاوزت مبدأ المصالحة بحد ذاته ووصلت إلى تفاصيل تطبيع العلاقات الثنائية.
إن حرمة التطبيع مع المحتل اليهودي ووجوب استنكار نهج المطبعين، هي ثوابت راسخة في الأحكام الشرعية، لا يمكن أن تتغير بتغير الأزمان والأحوال، ولا بتغير شخصيات المطبعين، وإن الفتاوى التي تصدت للدعوات التطبيعية لوزير أوقاف السلطة الفلسطينية، والتي أطلقها بعض العلماء في صراعهم مع الهباش، يجب أن تتصدى بلهجة صادعة وصادقة للتحركات التطبيعية من قبل النظام التركي، وخصوصا أن حكامه يرفعون الإسلام شعارا. إذ لا يصح أن يكون لسان حالها أنها تقاوم التطبيع إذا صدر عن الخصوم السياسيين وتسكت عنه إذا صدر عن الحلفاء والإخوان!
وهو موقف يتوجب الصدع من قبل حركات المقاومة الإسلامية وخصوصا تلك التي رسخت في مواثيقها بطلان نهج المفاوضات والصلح مع الكيان اليهودي، وحذرت من إخراج الدول القائمة في العالم الإسلامي من دائرة الصراع مع دولة اليهود، وفي هذا السياق لا بد من التذكير بما ورد في ميثاق حركة المقاومة الإسلامية من ثابت صحيح، نص كما يلي:
"تحاول الصهيونية العالمية والقوى الاستعمارية، بحركة ذكية وتخطيط مدروس، أن تخرج الدول العربية واحدة تلو الأخرى من دائرة الصراع مع الصهيونية، لتنفرد في نهاية الأمر بالشعب الفلسطيني.
وقد أخرجت مصر من دائرة الصراع إلى حد كبير جدًا باتفاقية كامب ديفيد الخيانية، وهي تحاول أن تجر دولاً أخرى إلى اتفاقيات مماثلة، لتخرج من دائرة الصراع...
فالخروج من دائرة الصراع مع الصهيونية خيانة عظمى، ولعنة على فاعليها. "وَمَن يُوَلِّهِم يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إلاّ مُتَحرِّفًا لقتالٍ أو متَحَيِّزًا إلى فِئَةٍ فَقدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنّمُ وبئْسَ المَصِير" (الأنفال: 16).
لذلك هذه دعوة صادقة وناصحة لكل مخلص حيثما كان موقعه الحركي والسياسي أن لا يتزحزح موقفه ضد التطبيع والمطبعين وأن لا ينخدع بشعار إسلامي أمام بشاعة التطبيع مع الكيان اليهودي.