تعليق صحفي
أمريكا التي تعتاش على دماء البشر لا تريد سلماً ولا وقفاً للحروب!
أعلنت المؤسسة الدولية للأبحاث حول السلام في ستوكهولم أن مجمعات تصنيع السلاح الأمريكية عززت خلال السنوات القليلة الماضية سيطرتها على سوق السلاح في العالم أمام روسيا والصين، في حين تسجل أوروبا تراجعاً سريعاً في هذا المجال.
وتكشف أرقام هذه المؤسسة التي تشمل خمس سنوات بين عامي 2011 و2015 أن الحجم العالمي لتجارة السلاح يزداد بشكل مضطرد منذ العام 2001 بعد أن كان سجل انخفاضا طوال عشرين عاما.
إن مجمعات تصنيع الأسلحة في أمريكا لها تأثير كبير في السياسة الأمريكية، فتشن أمريكا الرأسمالية حروبا وتشعل أخرى أهلية يذهب ضحاياها مئات الآلالف من البشر لإشباع نهم مجمعات الأسلحة التي ازدهرت في ظل تزعم أمريكا رأس الرأسمالية والعلمانية للعالم الذي أصبح ساحة كبيرة للحرب، فلا تكاد تخمد حرب إلا وأشعلت أمريكا أخرى، فالحروب سوق أمريكا المزدهر ومنبع الثروة الذي لا ينضب، فإشعال الحروب ومدّها بالسلاح سياسة راسخة لأمريكا تكذب تشدقها بالحديث عن السلام وسعيها لإيقاف الحروب!
فأمريكا الرأسمالية التي تجري في عروق مصانعها دماء البشر وينتعش اقتصادها على لحوم الأطفال والنساء والشيوخ الذين تمزقهم أسلحة الدمار الأمريكية أجسادهم حول العالم، لا تقيم وزنا للدماء ولا لعذابات البشرية، فهي ترسم الخطط والسياسات لتضمن عمل مجمعات الأسلحة وازدهار تجارتها، فتدخل العالم في حروب لا هدف منها سوى بيع الأسلحة الأمريكية والسيطرة على شعوب العالم اقتصاديا وترسيخ هيمنتها الاستعمارية والحيلولة دون انعتاق الشعوب من وحشيتها، وما يجرى من تدمير لبلاد المسلمين وإزالة لمدنهم وحواضرهم عن وجه الأرض كما في العراق والشام وليبيا واليمن خير دليل على توحش الرأسمالية التي تقودها أمريكا ويحملها الغرب الكافر الذي يتشدق كذبا وزروا بحقوق الإنسان الذي تدوسه آلتهم الحربية ليل نهار.
آن للبشرية أن تتخلص من وحشية أمريكا ورأسماليتها المجرمة، وتسعد بنظام رباني يضمن لها الرحمة والعدل ولن يكون ذلك إلا بعودة الإسلام نظاما مطبقا في دولة الخلافة، ليكون رأيا عاما عالميا يمنع استغلال البشر ويحد من تجارة الموت الأمريكية ويعلي قيمة الدماء ويصونها، ويعيد الاحترام لحياة البشر ويحفظ لهم أمنهم، ويضمن عدم اشعال الحروب العبثية التي لا سبب لها سوى بيع الاسلحة الأمريكية والروسية وإتخام جيوب الرأسماليين بالأموال المغمسة بدماء الأبرياء.
إن مهمة التخلص من وحشية أمريكا والرأسمالية التي تقود العالم إلى المهالك تقع على عاتق الأمة الاسلامية التي تملك نظاما ربانيا عادلا يعيد اتصال الأرض برب الأرض والسماء من خلال تطبيق شرع الله العادل والرحيم بالبشرية، فعلى الأمة الإسلامية أن تغذ الخطا نحو إقامة شرع الله في الأرض عبر إقامة الخلافة الراشدة وأن تعتبر ذلك قضية مصيرية لها التي تتخذ تجاهها اجراء الحياة أو الموت، فلا حياة للأمة الاسلامية والبشرية من ورائها ولا هناء في العيش ولا خروج من العبودية للرأسمالية ولا خلاص من الحروب العبثية إلا بإقامة الخلافة الراشدة.
والى أن تقام الخلافة على منهاج النبوة التي تقود العالم وتنهي عصر الظلم الرأسمالي فإن الثورة يجب ان تستمر.