تعليق صحفي

ليس من حلٍ لفلسطين سوى تحريرها، وكل طرح غير ذلك تضييع لها وخيانة وجريمة

دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى عقد مؤتمر دولي ينبثق عنه لجنة موسعة يكون أساسها المبادرة العربية للسلام في محاولة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية على غرار ما حصل في الملف الإيراني النووي وسورية وليبيا. وأكد استمرار السلطة في مساعيها الدولية لتحقيق اعترافات دولية وصولا إلى مجلس الأمن في محاولة لاستصدار قرار ينهي الاحتلال. وأضاف: "ليس أمامنا سوى طريق السلام والمفاوضات السلمية للوصول الى حل الدولتين...ولن نقبل بأي حلول ومقترحات أخرى".

وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:

أولاً: إن هذه التصريحات المقرّة "لشرعية" الاحتلال والمطالبة بحل الدولتين الأمريكي، هي استمرار بالتفريط في فلسطين، وهي خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولدماء الصحابة التي جبلت مع ثرى الأرض المباركة، ولدماء الشهداء التي لا زالت تتوالى تترى، ولتطلعات أهل فلسطين وكل المسلمين الذين ترنو أبصارهم لرؤية مسرى رسول الله وكل فلسطين مطهرة من رجس يهود.

ثانياً: إن مطالبة عباس بعقد مؤتمر دولي هي جريمة بحد ذاتها وهي تكريس للتبعية ولخيارات الاستعمار، فمثل هذا المؤتمر يجعل أمريكا والدول الغربية صاحبة الحل والعقد في شأن مسرى رسول الله، ويمكنها من فرض أجنداتها الاستعمارية التي يجزم كل عاقل أنها لن تكون في صالح المسلمين، ونتائج المؤتمرات الدولية في ليبيا وسوريا واليمن وما جلبته على أهل تلك البلدان من كوارث وخيمة مثال حيّ لمن كان لديه ذرة عقل.

ثالثاً: إن المبادرة العربية التي تقوم على التطبيع مع كيان يهود والاقرار باحتلاله لمعظم فلسطين لقاء دويلة هزيلة، هي مبادرة باطلة ولا تمثل المسلمين ولا أهل فلسطين بل هي تجسيد لخيانة الحكام وانحيازهم ليهود وتواطؤهم ضد فلسطين وأهلها.

رابعاً: إن الحل الوحيد لفلسطين هو تحريرها، وإن الواجب هو تحرك جيوش الأمة لتحقيق ذلك وبقاء توجيه البوصلة نحو هذا الحل الجذري دون سواه، وهو ما يسعى عباس وسلطته ومنظمته وبقية الحكام إلى تغييبه وحرف الناس عنه خدمة لمخططات أمريكا والدول الاستعمارية.

إن قضية فلسطين لن تحل بالمفاوضات كما يتوهم عباس، ولا بالقرارات الدولية، ولا بالمؤتمرات، بل بجيوش الأمة التي ستزحف قريباً في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة لاحت بشائرها في الأفق، فيقاتل المسلمون اليهود ويقتلونهم ويعيدوا فلسطين والقدس لحياض المسلمين فتكون عقر دار الخلافة، هذا وعد الله ورسوله الحق، وتلك أمانيّ عباس الكاذبة.

قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود" رواه مسلم.