تعليق صحفي

الأقصى بحاجة إلى حملة عالمية لإيقاظ الجيوش من سباتها

أطلق الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حملة عالمية لدعم المرابطين في المسجد الأقصى في القدس المحتلة.  وتهدف الحملة إلى التعريف بما تقوم به سلطات الاحتلال الصهيوني من هدم لكافة معالم الأقصى الإسلامية تمهيدا لإقامة هيكل سليمان المزمع بناؤه على أنقاض المسجد. وحث الاتحاد خطباء المساجد على تخصيص خطب الجمعة والدروس عن دور المرابطين في المسجد الأقصى وأهمية دعمهم. ودعا الاتحاد علماء المسلمين إلى التحرك عالميا والتفاعل مع الحملة، وحث على كفالة 12 ألف مرابط في الأقصى بمبلغ ستمئة دولار شهريا لكل شخص ليكون الرباط مهنتهم وشغلهم الشاغل في إعاقة مشاريع الاحتلال. كما دعا الاتحاد إلى التواصل مع الحكام والمنظمات الدولية والأهلية لدعم حق الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم. الجزيرة نت

إن المسلمين في جميع أنحاء العالم يتألمون لرؤية المسجد الأقصى يقبع تحت احتلال يهود؛ يقررون في أمره ما يشاءون، فيسمحون بدخول "المتعبدين" من يهود إلى داخل المسجد ليمارسوا فيه طقوسهم، ويفرضون تقسيماً زمانياً بحيث يدخل يهود في أوقات محددة لا "يزعجهم" فيها أي مسلم! ويطالبون بالتقسيم المكاني بحيث يقتطعون جزءاً من المسجد ليكون لهيكلهم المزعوم، ويحددون أعمار المصلين من المسلمين بحيث يسمحون بدخول الشيوخ ويمنعون الشباب، ويعتدون على المرابطين والمرابطات من غير حسيب ولا رقيب.

وفي مقابل ذلك يفرح المسلمون لرؤية المرابطين والمرابطات في ساحات المسجد الأقصى المبارك وهم يقاومون اعتداءات يهود بمقاومة رمزية لا تردع المعتدي وأن كانت تزعجه، ولذلك يتوجه المسلمون بأبصارهم ودعائهم نحو المرابطين والمرابطات، سائلين الله لهم الأجر والثبات.

ولكن المرء يعجب من حكام المسلمين وجيوشهم الرابضة في ثكناتها: هل تسمع بالأقصى وفلسطين؟! هل يعلمون أن أولى القبلتين وثاني الحرمين يخضع لسيادة يهود منذ 48 عاماً ينتظر جيشاً يحرره؟! ألا يعلمون أن قضية فلسطين هي قضية عسكرية تتعلق بسيادة المسلمين على الأرض التي رويت بدماء الفاتحين من الصحابة والمحررين أبطال حطين وعين جالوت؟! ألا يدركون أن القضية لا يجوز أن تتلخص في حق العبادة في الأقصى بينما تكون السيطرة الكاملة لشراذم اليهود وقطعان مستوطنيهم؟!

إن الأقصى وفلسطين بحاجة إلى حملة عالمية عارمة مجلجلة تفضح الحكام وسكوتهم وتخاذلهم عن نصرة الأقصى، بل وتكشف تآمرهم على الأقصى وفلسطين بأن أوكلوا الأمر إلى التفاوض الذليل بين منظمة "التحرير" الفلسطينية وكيان يهود، وجعلوا موضوع حق العبادة في المسجد الأقصى هو مدار البحث والجدال والنزاع حتى يهيئوا للشعوب أن تقبل بتسوية مقبلة يرضى بها جميع الأطراف بزعمهم، بحيث تبقى السيطرة السياسية والعسكرية الكاملة ليهود.

وهنا ندعو علماء الأمة أن يخرجوا من البوتقة التي وضعهم الحكام في داخلها، وأن يتبنوا قضية تحرير فلسطين والأقصى عن طريق الجيوش، فيقلبوا الطاولة على المتآمرين. فهل من مستجيب؟