تعليق صحفي

اغراق المهاجرين وقتلهم سياسة علنية للاتحاد الاوروبي المتشدق بحقوق الانسان!

قالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إنه يُخشى أن نحو 700 مهاجراً قد ماتوا غرقا في مياه البحر المتوسط عندما انقلبت السفينة التي كانوا يستقلونها للوصول الى أوروبا إلى الجنوب من جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.

تتوالى الأخبار عن غرق آلاف في البحر المتوسط في رحلة الموت إلى أوروبا ولا يكاد يخلو يوم من خبر عن غرق المظلومين الذين خرجوا من بلادهم الغنية تحت وطأة الحرب التي أشعلها المستعمرون الغربيون ..الأوربيون والأمريكيون على حد سواء في محاولة منهم لمنع الأمة الإسلامية من استرداد سلطانها المسلوب والانعتاق من الاستعمار عبر خلع الحكام العملاء واقامة الخلاقة الراشدة على أنقاض الأنظمة العميلة للغرب في ثورة لا يزال الغرب يحاول اخمادها في بلادنا بالقتل والقصف والمكر.

وقد أشارت صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية إلى أن الربيع العربي الذي شهدته بعض الدول تسبب في أكبر موجة هجرة جماعية في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وأوضحت الصحيفة أن عوامل تتمثل في الحروب ساهمت في تشريد الملايين إلى أنحاء متفرقة في العالم.

وأضافت أن ملايين أخرى من سكان البلدان العربية التي مزقتها الحروب هم لاجئون في دول الجوار أو مشردون داخل بلادهم نفسها في ظروف إنسانية كارثية.

ونسبت الصحيفة إلى المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة ليونارد دويل قوله إن أعداد اللاجئين والمهاجرين غير الشرعين بلغت أرقاما غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.

إلا أن الغرب المتشدق بالإنسانية لا يريد لأولئك المظلومين المعذبين نتيجة سياسته الوحشية الاستعمارية في بلادنا أن يطرقوا بابه هاربين من جحيم أشعله الاتحاد الاوروبي والاستعمار الأمريكي في بلادنا، ويتخذ لذلك سياسة تتمثل في اغراق المهاجرين لردعهم عن الهجرة وعدم انقاذ سفنهم لقتلهم في ظلمات البحار ..وتوالي الأخبار  لتلك النهايات المأساوية يخدم تلك السياسة الاجرامية العلنية.

فقد صرح بعض الساسة الأوروبيون علنا وبوقاحة تفتقر إلى أدنى مستوى من الإنسانية "أن بإمكانهم ثني المهاجرين عن عبور البحر الأبيض المتوسط عن طريق الحد من عمليات الإنقاذ"، وقاحة واستخفاف بحياة البشر وعنصرية لا مثيل لها في تاريخ الإنسانية أدت في بعض الاحيان إلى أن يتعرض الاتحاد الأوروبي "لانتقادات قوية" حتى من الأمم المتحدة  "بسبب عدم بذله الجهود الكافية لإنقاذ حياة آلاف المهاجرين الذين يسعون إلى الوصول إلى أوروبا من أفريقيا عن طريق البحر الأبيض المتوسط"،  انتقادات تعد  محاولة رخيصة لتصنع الإنسانية من هيئة ساهمت في قتل الملايين وتشريدهم عبر قراراتها الظالمة الصادرة من أسيادها المستعمرين الغربيين!!

وقد عمد الاتحاد الأوروبي إلى تخفيض الميزانية التي كانت مخصصة لعمليات الإنقاذ، قائلا إنه يرغب في ردع المهاجرين المحتملين، وردع المهاجرين لا يعني إلا تنفيذ خططهم الوحشية في إغراقهم وقتلهم في عرض البحر في عملية تبث يوميا على وسائل الإعلام لتشكل رادعا لكل من تسول له نفسه بالهجرة إلى  دول الاتحاد الأوروبي المجرم.

لقد آن للبشرية أن تتخلص من جحيم الرأسمالية التي لا تقيم وزنا لحياة البشر وتقتلهم اغراقا وقصفا وتعذيبا واستعمارا وتشريدا وعنصرية، وآن للأمة الإسلامية أن تضطلع برسالتها الربانية لتقيم العدل وتنشر الرحمة والإنسانية في عالم حكمه الوحش الاستعماري وأذاقه الويلات.

وإلى أن يكون ذلك، على الامة أن تغذَّ السير نحو قلع الاستعمار من بلادنا، فبقلعه تتخلخل أركانه في العالم بأسره، وبإقامة الخلافة يعم العدل وينتشر النور الرباني وتغشى البشرية رحمة رافقت قروناً من حكم الإسلام وحضارته التي سادت في ظل الخلافة التي شهد لإنسانيتها ورحمتها العدو قبل الصديق.

19-4-2015