تعليق صحفي
"أمن الكيان اليهودي من أمن أمريكا" حتى بعد الاتفاق حول النووي الإيراني!

نشرت وكالة رويترز خبراً بعنوان "البيت الأبيض: أمريكا لن تدعم اتفاقا مع إيران يهدد إسرائيل"، وذكرت فيه طلب الرئيس اليهودي نتنياهو باعتراف ايران في أي اتفاق نهائي بحق اسرائيل في الوجود، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إيريك شولتز عندما سئل بشأن هذا الطلب إنه لم يطلع على هذا الطلب بشكل محدد لكنه يدرك المخاوف المستمرة لدى اسرائيل، وأضاف:  "نحن نتفهم موقفه (نتنياهو)"
سبق أن صرّح قادة أمريكا في أكثر من مناسبة أن أمن كيان يهود من أمن أمريكا، ولذلك فإن فهم هذه التطورات السياسية ونظرة أمريكا للمطلب اليهودي يجب أن يوضع في هذا السياق. إضافة إلى أن أوباما وحزبه الديمقراطي يواجه مشاكسة سياسية حادة من منافسيهم الجمهوريين، وهم على موعد مع الانتخابات القادمة، التي يستغل فيها الجمهوريون هذا الاتفاق للتخريب على فرص الديمقراطيين.
ثم إن الإدارة الأمريكية معنية بتمرير هذه التفاهمات حول نووي إيران، لأنها تريد تطبيع تحركات إيران على الساحة الإقليمية كي تقوم بالدور الذي تريده أمريكا منها، وخصوصا في مواجهة ثورة الشام، وتمرير الحل السياسي فيها الذي يسحب البساط من تحت أرجل الثوار، لأنها ثورة تهدد مصالح أمريكا وأدواتها في المنطقة.
وموقف اليهود من نووي إيران ليس بسبب التخوف من ساسة النظام الإيراني الحاليين، بل بسبب التخوف من أن تؤول القوة النووية في يوم من الإيام لأيدي المخلصين من أبناء الأمة. ثم إن كيان يهود دائم التلويح بالنووي الإيراني كخطوة للهروب للأمام من أية استحقاقات للعملية السلمية، ولذلك ربط نتنياهو رؤيته للحل السلمي في خطابه الشهير في جامعة بار إيلان بنووي إيران، فقال فيه: "منذ سنوات وأنا أعمل من دون كلل من أجل تشكيل جبهة عالمية ضد تزود إيران بسلاح نووي".
لذا فإن المشاكسات بين أوباما ونتنياهو والأجواء السياسية لن تغير من طبيعة العلاقة "العضوية" بين الطرفين، ولن تتخلى أمريكا عن أمن كيان يهود –وفق رؤيتها- بغض النظر عن تفاصيل الاتفاق النووي.
4-4-2015