تعليق صحفي
شهداء ثورة الشام أرواح تشهد على المؤامرة الغربية على ثورتهم


تتابعت على الصفحات الإعلامية صور المعتقلين من ثوار الشام ممن قضوا تحت التعذيب، وتتابعت معها القصص المأساوية، منها ما نشرته جريدة السبيل الأردنية ومفكرة الإسلام (في 31/3/2015) تحت عنوان "أمّ سورية تموت قهرًا على مقتل 6 من أبنائها تحت تعذيب نظام الأسد"، بعد أن كشفت الصور المسربة جثثهم، وأفادت شبكة سوريا مباشر أن (أم جهاد يونس سرور)، لم تتحمل قوة الصدمة، وتوفيت "بعد أن تعرّف أهالي البلدة على خمس صور مسربة، تعود لأبنائها الخمسة المعتقلين في أقبية أفرع المخابرات التابعة لقوات النظام، بعد أن قتلوا تحت التعذيب"، بينما كانت قوات النظام قد أعدمت محمود يونس سرور، وهو ابن أم جهاد السادس رميًا بالرصاص، وذلك في 6 آب/أغسطس من عام 2012، واعتقلت إخوته الخمسة.
أما كان لقلب الأمة أن ينفطر على هذه الأم المسلمة وهي تقضي في ألم المصاب الجلل! أما آن للأمة أن تتحرك نصرةً لثورة الشام ولألوف الأمّهات الثكالى والأرامل ممن يعذبهن نظام بشار خارج السجون، ويعذب أبناءهم داخلها!
عندما أعدم الطيار الأردني الكساسبة حرقًا - بعدما أسر وهو يقاتل في الحلف الصليبي ضد المسلمين في سوريا - قامت الدنيا ولم تقعد، وفُتحت بيوت العزاء، وأُقيمت صلوات الجنازة عليه، واليوم تمرّ ألوف المشاهد لمن قضوا تحت التعذيب الوحشي من قبل بشّار وعصاباته بلا عداد، وبلا عزاء، كأنها أرقام في صحراء قاحلة من المشاعر الإنسانية، ليكشف ذلك عن نفاق الغرب وعن عورة ماكينته الإعلامية التي تُخرج الأحداث إخراجًا دراميًا يخدم غايتها في حرف الأمة عن سبيلها نحو التحرر والعودة للإسلام.
وتُمر هذه الألوف من المشاهد على المسلمين كأنها مشاهد في فيلم خيالي لا يُعار في الإعلام العربي ما يستحقه من الاهتمام، ولا يُحرك الناس للاستجابة له بما يوجبه الأمر من الوعي والعمل، ومن وجوب نصرة الثورة.
إن ثورة الشام هي ثورة أمة إسلامية تمتد على جناحي عقاب من إندونيسيا إلى ما بعد المغرب، ولأنها ثورة إسلامية رفعت راية الإسلام ونادت بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة، صار الثوار فيها بلا قيمة في حسابات الغرب وأصبحت جثث شهدائهم الطاهرة تمرّ في الإعلام كمشهد عابر، مما يكشف عن دعاوى الغرب الباطلة حول حقوق الإنسان ويفضح دموع التماسيح التي يسكبها الحكام وهم يتباكون على سوريا وأهلها.
أما كانت هذه الأعداد الهائلة تستوجب هبةً عسكريةً صادقةً من قبل جيوش المسلمين لتوقف آلة القتل لدى بشار وحلفه الإيراني؟! أم أن تلك الجيوش لا يحركّها الحكام إلا تنفيذًا للمؤامرات الغربية وفي سياق التزاحم على النفوذ الاستعماري كما يجري في اليمن؟
إن الأمة أحوج ما تكون اليوم إلى الإعلام الصادق، الذي يُوقظ الناس من غفلة الركض في سبل العيش ويدفعهم إلى التسابق في طريق المجد والعزة، ويحرك مشاعر الغضب في الجيوش، ويفضح المؤامرات الغربية والحكام الذين يمررونها.
رحم الله شهداء الشام وشهداء الأمة في فلسطين والعراق وفي كل أرض يُراق فيها الدم المسلم بالسلاح الغربي، والله سبحانه قد تكفل بهم وهو أرحم بهم وقد قال: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.