في ذكرى استشهاد الشيخ ياسين : تأكيد على خيار الجهاد والتحرير أم إعلان للهدن

في الوقت الذي تقوم فيه حركة حماس الممسكة بزمام الأمور في قطاع غزة المحتل، بحملة إعلامية تعريفية وفي ظل احتفائها بذكرى استشهاد مؤسسها الشيخ أحمد ياسين رحمه الله "‫#‏ذكرى_شيخ_فلسطين"، وبعد أيام من التراشق الإعلامي بين قطبي السلطتين حول مغزى إعلان هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة بمعزل عن السلطة الفلسطينية وما قد ينتج عنه من أبعاد سياسية تتسبب في انهيار المشروع الوهمي المسمى دولة فلسطينية عبر تكريس الفصل بين كل من قطاع غزة والضفة الغربية، في إطار كل ذلك جاء إعلان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عن قبول حركته تهدئة  مع كيان يهود بقوله "لا نعارض تهدئة لخمس سنوات شرط ألا يكون على حساب تفرد إسرائيل بالضفة الغربية".

وفي هذا السياق يتوجب التأكيد على النقاط التالية:

•        إن استذكار تاريخ المجاهدين الأصل به أن يدفع نحو مخاطبة الأمة وجيوشها بخطاب واضح صريح بضرورة تحمل مسؤوليتهم في تحرير فلسطين بدون انتظار، لا أن يعلن في ذكرى استشهاد المجاهدين عن القبول بهدنة جديدة، فهل استشهد الياسين والرنتيسي والجعبري وآلاف الشهداء من أبناء فلسطين من أجل الوصول إلى هدنة تحفظ أمن الاحتلال أو حتى القبول بدولة على حدود عام 67 أم من أجل دفع الأمة دفعا لتحرير فلسطين.

•        إن حصر قضية فلسطين بحركة أو اثنتين، أو سلطة أو اثنتين لهو عين المساهمة بتضييع فلسطين عبر حصرها في حركات قاصرة وسلطة تحت الاحتلال ثم القبول بضغوط الواقع للتأقلم مع هذا الوضع الشاذ.

•        السلطة الفلسطينية التي لا تعدو كونها أداة سياسية بيد أمريكا وأداة أمنية بيد يهود تتحمل مسؤولية كبيرة عن استمرار حصار غزة بحجة إخضاع القطاع لحكومة الوفاق، فهل من يساهم بحصار غزة يحق له الاعتراض عن فصلها عن سلطة الضفة؟

•        إن الحصار الكارثي المفروض على غزة وإعادة اعمارها هو استمرار لمحاولة قهر الأمة وكسر إرادتها، لأخذ الاعتراف بكيان يهود وحماية أمنه وببصمة إسلامية إن استطاعوا.

•        التعويل على ترادف أو ثغرات بين موقفي أمريكا وأوروبا أو المبادرة السويسرية لحل أزمة رواتب موظفي قطاع غزة أو مبادرة روبرت سيري بهدنة لخمس سنوات، أو التفاؤل بإمكانية تغير وجه الحكام في المنطقة كمجيء حاكم السعودية الجديد، أو حتى التفاؤل بتعيين مستشارا جديد للإدارة الأمريكية له اتصالات سابقة ببعض أنصار حركات إسلامية، كل ذلك يعتبر فخا كبيرا وأساليب لتلك الدول لتمييع واحتواء مواقف الحركات الإسلامية واتخاذها أدوات تتقرب فيها للغرب، فأي من حكام المنطقة ليس عميلا؟!!.

•        إن حركة حماس وان كانت لا تستطيع كسر الحصار المقام عليها كونه مفروضا بإرادة أمريكية وبتنفيذ عملائها ومشاركة كيان يهود، فإن ذلك لا يعفيها أبدا من أن تكون جزءا من حركة التغيير التي تنتاب الأمة رغم مواصلة القهر والقمع، فالمطلوب من الحركات الإسلامية وكل حركات التغيير أن تعلن عن مواجهة سياسية صريحة مع الحكام والأنظمة في المنطقة والعمل على تغييرهم وإقامة الخلافة، لا أن تقوم باللعب على رؤوس أسنة أولئك الحكام، فالمطلوب هو المحافظة على الإسلام وعلى قيم الأمة لا الانخراط في المشهد المكمل للنظام الدولي الذي تتحكم فيه أمريكا وأوروبا.

23/3/2015