تعليق صحفي
محاولة انتاج "إسلام" فرنسي تظهر زيف الحضارة الغربية ومحاربتها للإسلام!
أقرّت الحكومة الفرنسية خطة جديدة "للإصلاح الديني" من أجل ضمان نشر ما تصفه بإسلام معتدل، متوافق مع "القيم العلمانية الفرنسية".
يلاحظ المتابع لتصرفات الحكومات الغربية بشكل عام بأن قيمها العلمانية تتحطم على صخرة الإسلام، وتسقط في الاختبار عند أدنى اصطدام أو مواجهة حضارية معه، فأمام الإسلام وحضارته لا تبقى لدى هذه الحكومات حرية رأي مزعومة ولا فصل للدين عن الحياة ولا حرية اعتقاد ولا حرية ممارسة الشعائر الدينية ولا غير ذلك مما تتغنى به تلك الحكومات!
حيث يسيطر عليها هاجس أسلمة أوروبا وخوفها من ازدياد عدد المعتنقين للإسلام وخشيتها من أن تكون الجاليات الإسلامية رافداً لأمة تتطلع لاستعادة مجدها، فتبدأ تلك الحكومات باتهام المسلمين وملاحقتهم بل تتدخل في أحكام دينهم وتسعى لتحريفها، فيصبح ساستها "مفتين" و"علماء فقه وتشريع" فيقرروا بكل صلافة صياغة "إسلام" فرنسي وآخر أمريكي وثالث ألماني وهلم جرا!!.
إن الحكومات الغربية بسعيها هذا تصف الإسلام كمبدأ ودين بشكل مباشر وصريح بالإرهاب، وهي تكذب عندما يتحدث رؤساؤها بغير ذلك، ولو ثبت العكس فهل كان ذلك يقتضي انتاج "إسلام" علماني فرنسي أو أمريكي؟! وهل كان يقتضي "فلترة" الأحكام الشرعية وفق معايير "العلمانية"؟!
إن الحكومات الغربية وساستها يقومون بكل تلك السياسات تحت ذرائع محاربة "الإرهاب" المختلقة، ويسعون لتشويه الإسلام والإساءة إليه رغم إدراكهم لحقيقة الإسلام دين الهداية والرحمة للعالمين، لكنهم يخشون من سيطرته على القلوب والشعوب، ويخشون من عودته محكماً في ظل دولة "دولة الخلافة على منهاج النبوة" فيرث مواطئ أقدامهم وينقذ شعوبهم من إجرام الطبقة الحاكمة ويخلص الناس من شرورهم التي عمّت العالم.
إن الإسلام، الدين الحق الذي أوحاه الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، سيبقى محفوظاً بحفظ الله له، وسيبقى راسخاً في عقول وقلوب المسلمين أينما حلوا وارتحلوا، وكل محاولات الحكومات الغربية الحيلولة دون انتشاره وظهوره وعودته لحكم العالم ستبوء بالفشل، فهو المخلص للعالم وهو الرحمة التي تتعطش لها البشرية بعد تيهها في صحراء الرأسمالية القاحلة، فمهما حاول هؤلاء تغطية الشمس بغربال أو إطفاء نورها بأفواههم فلن يفلحوا، تلك سنة كونية وذاك وعد رباني
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)
11-3-2015