تعليق صحفي
الإرهاب الأمريكي: قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر
الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال بول وولفويتز، نائب وزير الدفاع الأسبق وأحد أركان الإدارة الأمريكية بحقبة الرئيس السابق جورج بوش والمستشار الحالي لشؤون السياسة الخارجية لشقيقه جيب، المرشح المحتمل للرئاسة، إن نفي وجود صلة بين الدين الإسلامي ومشكلة الإرهاب "أمر خاطئ"، وحول رأيه برفض أوباما استخدام تعبير "التطرف الإسلامي" أو "الإرهاب الإسلامي" رد وولفويتز بالقول: "أنا أتفهم بعض الشيء دوافعه للقيام بذلك، فهو لا يريد منح المسلمين المتطرفين فرصة الهيمنة على هوية العالم الإسلامي، ولكنني أظن أن الادعاء بعدم وجود صلة للإسلام بالمشكلة القائمة هو أيضا أمر خاطئ."
لقد بذلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة بما فيها الإدارة الحالية الوسع في إخفاء نواياهم الشيطانية تجاه الإسلام والمسلمين، فـ بول وولفويتز سيئ الذكر هو أحد أقطاب إدارة بوش التي شنت حربها القذرة الإرهابية على العراق بحجة الكذبة الكبرى "أسلحة الدمار الشامل" وأخفوا نواياهم الشريرة التي كانت احتلال العراق والقضاء على مقدراته ونهب نفطه وخيراته والعمل على تقسيم العراق وزعزعة استقراره بوصفه جزءا قويا من العالم الإسلامي.
وحرصت الإدارة الحالية على التضليل وإخفاء نواياها وأهدافها الشيطانية التي تقف خلف حربها على أمة الإسلام، بحجة الحرب على الإرهاب وأنها حرب على المتطرفين وليس الإسلام، وها هو وولفويتز ينتقد الرئيس الأمريكي على إخفاء النوايا الحقيقية بأن الحرب هي حرب على الإسلام ويريده أن يسمي الأمور بمسمياتها الحقيقية أي "الإرهاب الإسلامي" و"التطرف الإسلامي"، ﴿قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون﴾.
إن نظرة فاحصة لحوادث القتل الجماعي والفردي التي تحدث حول العالم على يد غير المسلمين وردود الأفعال عليها تظهر بوضوح حجم المؤامرة على الإسلام والمسلمين، أي لشيطنة الإسلام وأهله لتبرير الحرب الجهنمية التي يشنها الغرب بقيادة أمريكا على العالم الإسلامي والإسلام للحيلولة دون بزوغ فجر الإسلام من جديد في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، حادثة حرق الطفل أبو خضير في القدس على يد شبان يهود، وحادثة قتل الدكتور زعيتر على يد اليهود وهو عائد إلى الأردن عبر جسر الملك حسين، ومقتل 8 وجرح آخرين في مطعم في بلدة "أوهرسكي برود" شرق جمهورية التشيك يوم الثلاثاء 2015/02/24، وحادثة تفجير مبنى المباحث الفدرالية في أوكلاهوما - أمريكا، والجريمة الشهيرة التي حصلت في أوسلو عاصمة النرويج في 22 تموز/يوليو 2011، والتي اقترفها النرويجي أنديرس بيهرينج بريفيكAnders Behring Breivik، وراح ضحيتها نحو 77 من الرجال والأطفال والنساء، وحادثة القتل الإجرامي الذي ارتكبه إرهابي أمريكي بدم بارد لعائلة مسلمة من فلسطين في أمريكا، وتحمل الشابتان الضحيتان فيها الجنسية الأردنية، كما أكدت دائرة الأحوال المدنية الأردنية (حسب الدستور الأردنية)، والثالث سوري.
فهذه الحوادث لم يبحث السياسيون والإعلاميون في ديانات مرتكبيها، بل لم يوصفوا بالإرهاب، ولم يوصفوا بالإرهابيين اليهود أو الإرهابيين النصارى، ولم يقل أحد "الإرهاب اليهودي"، أو "الإرهاب النصراني"، هذا فضلا عن الإرهاب الذي يمارسه كيان الاحتلال اليهودي، أو الإرهاب الذي يمارسه الغرب بقيادة أمريكا فيقتل الملايين من المسلمين، فلا يتحرك الإعلام الموجه والمنافق، ولا يحرك حكام العرب والمسلمين ساكنا بل يقفون إلى جانب الغرب في حربه على الإسلام والمسلمين، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
ولكننا على يقين بأن الأمة الإسلامية ستستعيد سلطانها وتقيم خلافتها فتنتقم للمقهورين والمظلومين وتنشر العدل والخير للبشرية كافة وتخلص البشرية من ظلم الديمقراطية الرأسمالية التي جرت الويلات على البشرية وإننا نراه قريبا بإذن الله.
26-2-2015