تعليق صحفي

قرار وقف مساعدات وكالة الغوث لمتضرري الحرب حلقة من حلقات تركيع أهل قطاع غزة!

أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين عن قطع المساعدات المقدمة لأصحاب البيوت المدمرة، وذلك بحجة نقص التمويل، يأتي هذا الإعلان في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها أهل غزة من فقر وبطالة وبطء مقصود في اعمار البيوت المدمرة بعد الحرب، ومع استمرار إغلاق معبر رفح، وانقطاع شبه دائمٍ للتيار الكهربائي، وقطع للرواتب عن موظفي غزة، واستمرار المناكفات بين فتح وحماس.

إن القهر الذي يتعرض له أهل قطاع غزة، هو صنو القهر الذي يتعرض له أهل الشام الذين شردهم النظام وقتلهم ثم بدأت تلك المؤسسات الدولية في التخلي عنهم وعن إغاثتهم في مخيمات اللجوء خصوصا في لبنان والأردن!، وهو صنو القهر والصلف الذي يتعرض له أهل مصر من قبل نظام السيسي، وهو صنو ما يحدث في العراق وفي كل بلد من بلاد المسلمين، وكل ذلك بقرار دولي غربي أمريكي لتركيع الأمة وكبت حراكها، ومعاقبتها على سعيها للخروج عن إرادة الغرب ونواطيره من الحكام الظلمة العملاء.

إن قرار وكالة الغوث الذي يمس بالمتضررين والمهدمة منازلهم جراء العدوان الأخير، هو حلقة قاسية من حلقات الضغط على أهل قطاع غزة، ويحمل في طياته رسالة لأهل قطاع غزة بأن هذا هو ثمن صمودكم وجهادكم ضد كيان يهود، وثمن رفضكم لمشاريع التفريط بفلسطين.

إن هذا القرار يؤكد المؤكد من أن هذه المنظمات الدولية كوكالة الغوث وأشباهها، لم تخرج يوماً عن إرادة الدول الكبرى التي أنشأت الأمم المتحدة ومؤسساتها، بل هي أداة من تلك الأدوات تسير وفق إرادة الغرب الكافر وخدمة لمصالحه، فإن كانت مخططات المستعمرين تقتضي تسكين بعض آلام اللاجئين هنا وهناك كان ذلك، وإن كان القرار ابتزازهم مقابل تنازلهم ورضاهم بمخططات الغرب كان التضييق وقطع المعونات والإغاثات ضاربة بعرض الحائط كل القيم الإنسانية والأخلاقية.

إن مسؤولية إغاثة أهل غزة تقع على عاتق الأمة التي باتت تخوض غمار التصدي لهؤلاء الحكام الطواغيت المتآمرين، وإنه لمن العار أن يحتاج أهل قطاع غزة لمعونة وكالة الغوث الاستعمارية وهم جزء من أمة المليارين، وكل ذلك يدعو الأمة لضرورة الإسراع في القضاء على الأنظمة المتآمرة وإقامة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاضها، الخلافة التي تغيث أهل فلسطين وتحرر أرضهم ومقدساتهم.

27/1/2014