تعليق صحفي

أمريكا أمّ الإرهاب ونظامها الرأسمالي جرّ الويلات على البشرية، ولا خلاص إلا بالإسلام

 

قالت مصادر عسكرية في سيناء لـ وكالة معا أن حرس الحدود المصري أزال 313 منزلا على الشريط الحدودي في رفح حتى اليوم، بينما تصاعدت وتيرة أعمال العنف في مصر يوم الخميس الماضي في أماكن متفرقة بأنحاء الجمهورية حيث وقعت 4 انفجارات إحداها استهدفت الحراسات في قصر القبة الرئاسي بالقاهرة، بينما تعم الفوضى ويطغى القتل في اليمن السعيد وكذلك سوريا والعراق وأفغانستان...

 

إن النظام الرأسمالي الذي يطبقه الغرب عموما وأمريكا خصوصا جعل الطبقة السياسية التي تمثل الأثرياء تفقد إنسانيتها في سبيل تحقيق أهدافها وأهداف الطبقة الغنية المتحكمة في رقاب وقوت وأمن البشرية جمعاء، وإذا تعلق الأمر بالعالم الإسلامي أضافوا عامل الحقد على الإسلام والمسلمين إلى سياساتهم البشعة أصلا.

والمدقق في المناطق التي تسيطر عليها أمريكا بشكل مباشر أو عن طريق عملائها يجد أن الآية الكريمة التي وردت بحق الملوك تنطبق على أمريكا بل وتزيد ﴿قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوك إِذَا دَخَلُوا قَرْيَة أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّة أَهْلهَا أَذِلَّة وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾.

فأمريكا تحكم العراق وأفغانستان فعليا، وتتحكم في مصر من خلال السيسي، وتعبث في اليمن من خلال إيران وأتباعها من الحوثيين، وتتحكم في سوريا من خلال نظام الأسد وإيران وحزب إيران في لبنان، وتعبث في الأمن الباكستاني من خلال عملائها في القيادة السياسية والعسكرية وتسعر الاقتتال من خلال حفتر في ليبيا وهكذا... ما جعل أمريكا أم الإرهاب حقيقة تنطق بها الوقائع على الأرض في كل مكان.

ونتيجة الهيمنة الأمريكية هذه أصبح حكام مصر يحفظون أمن الاحتلال اليهودي ويحاربون شعبهم في مصر وسيناء وحتى أهل غزة المساكين المحاصرين وتزيدهم رهقا، هذا فضلا عن ملايين القتلى والجرحى والمشردين والمهجرين في العراق وأفغانستان والشام وباكستان وليبيا، وقبل ذلك كله الدعم المتواصل الذي تقدمه أمريكا للاحتلال اليهودي ما جر الويلات على أهل فلسطين والمنطقة...

ومع كل هذه الجرائم الأمريكية تستمر السلطة الفلسطينية والحكام في تسليم قضية فلسطين إليها، بل تسليمها كل قضايا المسلمين لتحلها؛ ما مكن أمريكا من رقاب المسلمين وتعقيد قضاياهم ومشاكلهم وتسعير الذبح والتعذيب والتهجير ونهب الخيرات فيهم، وتجرأ عليهم أراذل الخلق وجعل كل سفيه يتجرأ على نبي الأمة محمد عليه الصلاة والسلام وعلى القرآن وعلى مقدسات المسلمين وعلى أعراض المسلمين...

إن أمة الإسلام التي خرجت في مسيرات حاشدة حول العالم ومنها المسيرات التي نظمها حزب التحرير، مطالبة بالانتقام ممن أساؤوا للرسول عليه الصلاة والسلام، أصبحت تدرك تماما كما يدرك حزب التحرير بأنه لا خلاص لأمة الإسلام مما هي فيه إلا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي وعد بها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام؛ فالخلافة هي الحامية لبيضة الإسلام وحياضه ومقدساته والتي تحرك جيوشها لتنتقم ممن يسيء للنبي أو يعتدي على امرأة مسلمة تقول وا إسلاماه، وتحرر فلسطين وكافة البلاد المحتلة وتقضي على الهيمنة والعربدة الغربية في بلاد المسلمين وإننا نرى ذلك قريبا بإذن الله.

 

26-1-2015