تعليق صحفي
"التعاون الخليجي" قمة العجز وقمة التفريط في جنب الأرض المباركة!
طالب مجلس دول التعاون الخليجي المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين الفلسطينيين والمقدسات الدينية، وأكد أن إحلال السلام في المنطقة يكون طبقاً للقرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام.
لا يهيمن على اجتماع حكام الخليج سوى المضي قدماً في تنفيذ ودعم المخططات الاستعمارية في المنطقة التي جعلوا منها مركز تنبههم وتمحورهم في مختلف القضايا، ولعل حديثهم عن السلام المزعوم والمبادرة العربية التي صاغها الأمريكي فريدمان شاهد آخر على ذلك يضاف إلى جملة مواقف المجلس من دعم السيسي وما يجري في اليمن وليبيا، ودعوتهم لحل النزاع السوري وفق مقررات جنيف1 الاستعمارية، وتأكيدهم على مشاركتهم أمريكا في حربها على المسلمين في العراق والشام تحت ستار محاربة الإرهاب، وغيرها.
فرؤية حكام الخليج لقضية فلسطين وسبل حلها محصورة في المنظار الأمريكي لها (حل الدولتين) الذي يضمن الأمن لكيان يهود على معظم فلسطين ويعرض تطبيعاً كاملاً مع جميع البلاد العربية والإسلامية لقاء دويلة هزيلة يمنّ بها كيان يهود على أهل فلسطين فيما تبقى منها!، أما استنقاذ الأقصى من مخالب يهود وتحرير الأرض المباركة كاملة وإعادتها لكنف المسلمين فليس ذلك بوارد في حساباتهم.
وبالرغم من أن من بينهم من يزعم وصالاً بالإسلام ومقدساته تراهم أشد الناس تفريطاً بها ولا تتجاوز دعاوى الحرص عليها حناجرهم، فهم يتركون القدس والأقصى فريسة سهلة ليهود، وأكبر ما يتمخض عن مؤتمراتهم استمساكهم بحبل القرارات الدولية والتسول السياسي من الأمم المتحدة للدفاع عن أهل فلسطين والأقصى، وكأن أهل فلسطين ليسوا إخوانهم وكأن الأقصى ليس من مقدسات المسلمين حتى يهرعوا له فزعين! فبئس ما يصنعون (إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ).
وإزاء استمرار تخاذل الحكام جميعاً تجاه الأرض المباركة ومقدساتها التي تنتقص من أطرافها بل من لب لبابها صباح مساء، تزداد ثقل المسؤولية على عاتق جيوش المسلمين لتتحرك نصرة لدينها ونصرة لأقصاها، فتحطم العروش وتقيم الخلافة وتحرر البلاد والعباد. وفي ذلك الفوز المبين.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)
10-12-2014