تعليق صحفي
بئس الحكومة، حكومةٌ جاءت على بساط ابتزاز أهل غزة بإعادة الإعمار والرواتب!
بعد يوم على اجتماع حكومة التوافق في غزة برئاسة رامي الحمد الله، باركت أمريكا هذا الاجتماع وهذه الحكومة حيث "اعتبرت واشنطن عقد اجتماع للحكومة الفلسطينية في غزة خطوة هامة على طريق سيطرة السلطة على القطاع، والذي يشكل الحل الوحيد للوضع القائم في القطاع ويسمح بإعادة أعمار قطاع غزة". بحسب ما نقلت معا عن الناطقة باسم الخارجية الأمريكية.
إن هذا التصريح الأمريكي بدعم حكومة التوافق التي كانت ثمرة لمشروع المصالحة بين كل من فتح وحماس بل ومباركتها كجهة وحيدة مخولة بإعادة الإعمار ليدل على أمور كثيرة:
• تدخل أمريكا في تلك المصالحة ومباركتها لها كانت حرصا على أمن كيان يهود وعلى انتزاع التنازلات من جميع الفصائل، بحجة المصالحة.
• إن هذه الحكومة التي حملت شعار وراية إعادة الإعمار إنما تبتز أهل قطاع غزة المنكوب والمحاصر بذريعة إعادة الإعمار، فهي حكومة ترضى عنها أمريكا وتمثل مصالحها ودورها لا أهل فلسطين ومعاناتهم.
• بل إنها تبتز غزة بملف موظفي سلطة حماس والرواتب، سيما أن الانفراج المفاجئ بين كل من فتح وحماس قد جاء بعد اعتراف الحمد الله بأهمية ملف الموظفين.
• إن مصير قطاع غزة ومستقبله ما زال قاتما بهذا التدخل والاشتراط الأمريكي بأحقية سلطة عباس بالسيطرة على غزة، وهو ما قد ينبئ بضنك في قابل الأيام واحتمال خلق المنازعات بين كل من فتح وحماس فضلا عن الاقتتال في المستقبل، في محاولة فرض الهيمنة والسلطة وأسوة بما يحصل في كل من ليبيا واليمن وغيرهما.
إن سلطة تحت الاحتلال، وتغذى بدعم أمريكي، ويشرف عليها وعلى مصالحتها عملاء أمريكا في مصر، لهي سلطة وجدت لإبقاء أهل فلسطين تحت الضنك ولضمان استمرار حماية كيان يهود ودعمه وتقديم الشرعية له عبر السير في الحل الأمريكي بإقامة دويلة فلسطينية هزيلة منصاعة تماما لأمريكا وحامية لكيان يهود.
إن اختزال قضية فلسطين بسلطة وحكومة أو مصالحة وإعمار هو تضييع لجوهر القضية ومعالجة للأعراض وترك لصلب القضية التي نشأت جراء احتلال كيان يهود المجرم للأرض المباركة والتي لن تحل إلا بالقضاء على هذا الكيان الخبيث وتحرير فلسطين كاملة وعودتها بعز في ظل الخلافة على منهاج النبوة لحياض المسلمين، وإن ذلك كائن عمّا قريب بإذن الله وأنف الكفار راغم.
11/10/ 2014