تعليق صحفي

السلطة بطلبها الحماية الدولية تكرس احتلال فلسطين وتسعى لسلخها عن امتدادها العقدي

صرح نمر حماد المستشار السياسي لعباس، عبر فضائية الجزيرة، بأن السلطة بصدد تفعيل اتفاقية لها علاقة بحماية الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

تسعى السلطة، من غير جدوى، لتجميل صورتها المهترئة أمام أهل فلسطين عقب مواقف رئيسها الانبطاحية أمام يهود والتي "قدّس" فيها التنسيق الأمني، وتعاطف فيها بكل جوارحه مع المستوطنين المختطفين وتوعد من قام بخطفهم بأشد العقاب، بينما كان رده فاتراً تجاه جريمة حرق المستوطنين للشهيد أبو خضير حياً وقتله بدم بارد، مكتفياً بدعوة نتنياهو بإدانة الحادثة!

وما تفتقت عنه أذهان رجالات السلطة،إن سمح لهم أسيادهم بالمضي فيه، المتمثل بتصريحات حماد، هو تكريس لتضييع فلسطين وأهلها، حيث تريد السلطة تفعيل اتفاقيات لأجل توفير "حماية!" دولية أي تريد أن تمكّن المستعمرين علاوة على اليهود المجرمين من رقاب أهل فلسطين، وسبق لرئيس السلطة أن دعا لاحتلال صليبي جديد لفلسطين عبر دعوته لاستجلاب قوات دولية أو قوات الناتو!.

إنه مما لا شك فيه أن الأمم المتحدة ومؤسساتها واتفاقياتها وقواتها الدولية تسخر لخدمة المشاريع الاستعمارية للدول الكبرى، وهذه المؤسسات والدول الكبرى لا تكترث بأرواح البشر بل تتآمر عليهم لا سيما إن كانوا من المسلمين، وما حصل في البوسنة والسودان وروندا وغيرها أمثلة على جرائم القوات الدولية وتآمرها، وما فعلته القوات الأمريكية وقوات الناتو في العراق وأفغانستان يندى له جبين البشرية.

كما أن الدعوة لطلب الحماية الدولية أو اللجوء للأمم المتحدة واتفاقياتها هو محاولة لسلخ فلسطين عن امتدادها العقدي مع أمة تقرب من المليارين ولديها القدرة الفعلية لتحرير فلسطين كاملة واقتلاع كيان يهود من جذوره، فحرف البوصلة باتجاه المستعمرين ومؤسساتهم الدولية هو تكريس للاحتلال بصوره المتعددة، ومحاولة لعرقلة تحرير فلسطين.

إن الواجب أن يوجه النداء، في كل حادثة وفي كل مناسبة بل في كل يوم، لجيوش الأمة لتُذكر بواجبها تجاه مسرى نبيها وقبلتها الأولى، وإن الجيوش، التي كُبلت من حكام جثموا على صدورها، ستقتلع أنظمة الضرار، وتتحرك -قريباً بإذن الله- لتعيد سيرة الفاتحين والمحررين.

لقد برهنت الحوادث لمن بقي على عينيه غشاوة بأن السلطة ماضية في طريق تضييع فلسطين لا تغير نهجها، فهي لأجل ذلك أنشئت، لذا كان حريا بأهل فلسطين بكافة قطاعاتهم أن يتصدوا لسياساتها وأن يرفعوا الصوت عالياً في وجهها ووجه قادتها بأننا برآء منكم ومن تصرفاتكم وأنكم لا تمثلوننا وأن فلسطين ليست ملك يمينكم بل هي قضية الأمة الإسلامية بأسرها.

6-7-2014