تعليق صحفي

الغضب المقدسي تعبير عفوي عن سخط المسلمين على الاحتلال وعملائه

شارك الآلاف من المسلمين في القدس في تشييع جنازة الشهيد -بإذن الله- محمد أبو خضير الذي خطفه المستوطنون اليهود وقتلوه بدم بارد وحرقوه. وتحركت موجة غضب عارمة ضمن المشاركين الذين رفعوا رايات لا إله إلا الله.

إن الأجواء التي تشهدها القدس هي تعبير عفوي عن غضب أهل فلسطين على جرائم الاحتلال اليهودي وعلى تآمر أركان السلطة الفلسطينية معه ضد أهل فلسطين. وهي تنذر الاحتلال وعملاءه على حد سواء بأنه لا يمكن أن يكون لهم مكان في مستقبل هذه الأمة، ولا يمكن أن يقبل أهل فلسطين يوماً بالاحتلال اليهودي ولا بمن ينسق معه، بل إنهم يرونهم شركاء في الجريمة ضد فلسطين وأهلها.

إن جريمة قتل الفتى المسلم، وبقية جرائم المحتل المستمرة ضد فلسطين وأهلها ومقدساتها، يجب أن تشحن المسلمين وجيوشهم لخوض حرب اجتثاث لكيان اليهود ولتلقين مستوطنيه الدرس الذي ينسيهم وساوس الشيطان، وهم ما كان لهم أن يستأسدوا على أهل فلسطين لولا هذا المشروع الأمني المسمى المشروع الوطني الفلسطيني، الذي تكفل بحماية اليهود المستوطنين، فتحولوا من حثالة تترقب وتخشى المشي في الطرقات إلى عصابات خطف وقتل، بعدما أمنوا العاقبة واطمأنوا إلى تأمين الحماية لهم من قبل عباس وعصاباته الذي نذر نفسه لإنهاء عذابات اليهود.

ولذلك لم يقتصر غضب المقدسيين وأهل فلسطين على اليهود المجرمين لوحدهم، بل صبوا غضبهم أيضا على محمود عباس الذي استخف بجريمة قتل المسلم بينما استنفر قواه وأجهزته     من أجل مستوطنين سماهم فتية ووصفهم بالبشر الذين تجب حمايتهم، في تعبير صارخ عن عقيدته الأمنية التي تتحدى عقيدة الأمة ومشاعرها.

وأمام هذه الجريمة اليهودية الوحشية، فإن المسلمين وجيوشهم مدعوون اليوم، وكل يوم إلى امتثال قول الله تعالى

"وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا"

فهذا نداء رباني لجيوش المسلمين وضباطهم المخلصين، فهل من مجيب؟

5/7/2014