القدس كحيفا ويافا وتل الربيع ..والتحرير هو المطلب الشرعي، وحلول كيري ملزمة لعملائه فقط!!
قال رئيس السلطة محمود عباس، "إن مدة المفاوضات تسعة أشهر، وبعدها نحن أحرار فيما نفعل، المدة ليست مفتوحة بل محددة، وموقفنا المجمع عليه ليس سرا وكتبنا فيه رسائل، وغدا هنالك اجتماع للجنة المتابعة العربية مع جون كيري، وسيتم إبلاغه بأن القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين، ومن دون هذا لا يوجد حل، ولا أحد مخول أن يوقع".
تكرس السلطة الفلسطينية وحكام العرب مكانتهم الوضيعة أمام شعوبهم يوما بعد يوم، ويعلنون أن مهمتهم السياسية تكمن في التوقيع على ما يتم إقراراه من حلول في الولايات المتحدة الأمريكية، وترسم جولات كيري في المنطقة والتصريحات السياسية المصاحبة لزيارته المتكررة صورة لواقع السلطة وحكام الضرار في المنطقة وطبيعة " الحل" الذي تحاول أمريكا فرضه، عبر ملامح رئيسية تتكرر في كل جولة "مفاوضات" :
.1 تتعامل السلطة وحكام المسلمين مع كيان يهود وكأنه واقع لا يمكن تغييره ضمن أي حل يفرضه الكافر المستعمر، وفي ذلك تناقض مع المطلوب الشرعي من الأمة الإسلامية وهو ضرورة اقتلاع ذلك الكيان المصطنع الهش مرة والى الأبد، فلا فرق عند المسلمين بين القدس وحيفا وتل الربيع وبئر السبع فكلها أرض مباركة محتلة وجب تحريرها، وإعادتها إلى أهلها، ولا يملك أي شخص التوقيع والتنازل عن شبر منها.
.2 تتعاطى السلطة وحكام المسلمين مع قضية فلسطين كمنفذين لقرارات تخرج من وزارة الخارجية الأمريكية، ودورهم يكمن في التوقيع على ما يصدر لهم من ولي أمرهم في واشنطن، وعقلية "الحلول السلمية للقضية" تكشف عن ارتهان السلطة وحكام المسلمين وتبعيتهم للمستعمر الغربي حتى في تصوراتهم ونظرتهم لقضية الأرض المباركة، فتحرير الأرض كإجراء عملي لحل قضية الأرض المباركة واضح لكل صبي مسلم ولا طلاسم فيه أو تعقيد ولا يعسر فهمه إلا على أولائك المنسلخين من عقيدة الأمة وإسلامها العظيم.
.3 تدير الولايات المتحدة الأمريكية "عجلة المفاوضات" وطوابير المفاوضين متى شاءت لتحقيق مصالحاها في المنطقة وإخماد جذوة تطلع الأمة إلى اقتلاع كيان يهود، فتحرير الأرض المباركة يبقى مقياسا لنجاح أي تغيير في الأمة ومقياسا لإخلاص أي قائد قد تفرضه عبر مؤامراتها على الأمة في مصر أو سوريا آو غيرها من بلاد المسلمين، ودوران عجلة المفاوضات لا يعنى إلا تأمينا لكيان يهود وتثبيتا لأركانه بغض النظر عن التفاصيل و"جوائز الترضية " للموقعين المستسلمين الخائنين لدينهم وأمتهم.
.4 قضية الأرض المباركة تسير جنبا إلى جنب مع ثورات الأمة في ميادين التحرير وتقدم ثورة الشام وتملل أهل العراق والحيوية التي تسري في الأمة الإسلامية باتت تهدد الكيانات المصطنعة في العالم الإسلامي فكيان يهود وكيانات سايكس بيكو مهددين بالزوال سواء بسواء مع تقدم الأمة وعنفوان الثورات، فاقتضى ذلك تحركا من الولايات المتحدة وحشدا لعملائها في المنطقة في محاولة منها يائسة للوقوف أمام التغيير التاريخي الذي يرقبه العالم ألا وهو إعلان قيام الخلافة الراشدة قريبا بإذن الله.
إن أمريكا وعبيدها لن يستطيعوا أن ينزعوا تلك القناعات الراسخة عند الأمة الإسلامية بل عند أطفالها من ضرورة تحرير الأرض المباركة، وان الحلول الاستسلامية مهما تفننوا في إخراجها وبهرجتها تبقى صاغرة وضيعة أمام تطلع الأمة الإسلامية إلى اقتلاع ذلك الكيان من الأرض المباركة، فالأمة عملاقة أمام حكامها وأسيادهم وبدأت تشق طريقها بثقة نحو إعادة مجدها وتحرير أرضها وحمل رسالتها إلى العالم اجمع عبر إقامة الخلافة الراشدة التي لاحت بشائرها، وعندها لن يذكر التاريخ "تفاصيل الخيانة" التي سطرتها السلطة وحكام المسلمين في تعاطيهم مع قضية فلسطين، فأسماء الفاتحين والمحررين وأعمالهم تخلد ..وأسماء الخونة وعبيد الاستعمار وحلولهم وتوقيعاتهم واتفاقياتهم ترمى في مزبلة التاريخ.
11-1-2014