ثمن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأحد، مبادرة توحيد بعض الفصائل السورية، معتبرا أنها “تأتي في وقت تشتد فيه الحاجة إلى الوحدة ورص الصفوف من أجل استكمال معركة التحرير في سوريا”، بحسب بيان للاتحاد.
ودعا الاتحاد، الذي يتخذ من الدوحة مقرا له، في البيان الذي حمل توقيع رئيسه يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي ووصل وكالة (الأناضول) نسخة منه، الفصائل التي توحدت “للتكامل مع غيرها من القوى الثورية السورية”.
وقال الاتحاد إنه “يدعو القوى الإقليمية والدولية الحريصة على استقرار المنطقة إلى دعم حق الشعب السوري في الحرية والاستقلال والنهضة في إطار دولة مدنية مستقلة ذات سيادة بمرجعية إسلامية، يتمتع فيها كل المواطنين بحقوق مدنية متساوية وتتمتع بعلاقات متوازنة مع جيرانها وشركائها في المصالح الإقليمية والدولية”.
لا شك أنّ هذه محاولة مستنكرة ممن يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إذ أنه يدس السم في العسل، ففي الوقت الذي أكد فيه قادة الجبهة الإسلامية المتشكلة على برنامجهم المتمثل في إسقاط النظام الأسدي في سوريا، إسقاطاً كاملاً ومن ثم بناء دولة إسلامية راشدة، تكون فيها السيادة لله عز وجل وحده، مرجعاً وناظماً ومصرفاً لتصرفات المجتمع والفرد والدولة، يأتي ما يُسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليلبس على القوم دينهم، ويعمل على حرف بوصلتهم نحو ما يرضي الغرب ويغضب الله، على النحو الذي سارت عليه بقية الثورات التي اعتلاها أحزاب وشخصيات فأخذت بناصيتها نحو إبقاء هيمنة الغرب وأنظمته في تلك البلاد، في مصر وتونس وليبيا واليمن.
فمن المعلوم من الدين بالضرورة وجوب تطبيق شرع الله، وحرمة اتباع سنن أهل الكفر والضلال، والدولة المدنية هي تلك الدولة العلمانية التي تفتقت عنها أذهان الغرب ومفكريه لشكل الدولة التي يُفصل فيها الدين عن الحياة، ولا يمكن أن يُتصور أن تكون دولة مدنية بمرجعية إسلامية إلا على النحو الموجود في الغرب، وهو الإبقاء على الرموز الدينية والدين كناحية شعورية وفردية في المجتمع، أما في الحكم والسياسية والإدارة فهي للعقل لا للشرع فيها، وهو ما يناقض نظام الحكم الذي أوجبه الله سبحانه وتعالى على المسلمين، وهو نظام الخلافة.
وقد أضاف الاتحاد مطلبا من الفصائل التي اتحدت يعتبر في الشرع جريمة، حيث طالبهم بالتعاون مع جهات سورية أخرى ومنها الائتلاف الخائن "الائتلاف الوطني" المدعوم أمريكيا وغربيا ومن حكومة قطر.
ولكنها محاولات بائسة بإذن الله، فالائتلاف مكشوف للكتائب وللشعب في الداخل ولا يؤيده إلا كل مأجور، وقد حاول قبلهم وعلى رأسهم الإعلام المأجور وما زالوا يحاولون حرف الثورة السورية وأبطالها عن جادة الحق وتصميمهم على إقامة شرع الله ولكنهم فشلوا، فنسأل الله أن يلهم إخوتنا البصيرة والنور فيواصلون الدرب نحو إعلانها خلافة راشدة في الشام. وما ذلك على الله بعزيز.
29/11/2013