اتصالات سلطة غزة بأمريكا والإتحاد الأوروبي تذكر ببدايات فتح وتؤدي إلى التبعية السياسية
التفاصيل
حسب العديد منوكالات الأنباء، كشفوكيل وزارة الخارجية في سلطة غزة الدكتور احمد يوسف عن وجود اتصالات غير مباشرة، تجريها حكومة حماس مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بوساطة سويسرية، وأن وزارته تواصلت مؤخرا مع سويسرا لتوضيح مواقف حماس من آخر التطورات السياسية التي نقلتها الأخيرة بدورها لأمريكا والاتحاد الأوربي، وأكّد الدكتور يوسف حضور مبعوث خاص من كل من فرنسا والسويد لغزة للقاء حكومة حماس، وبيّن أحمد يوسف أن تواصل الدول الغربية مع حكومة حماس يأتي لمعرفة أسلوب تفكير حركة حماس، ومدى إمكانية تعاونها في المجال السياسي، وأن وزارته عملت على توضيح رؤية حماس السياسية للدول الغربية.
***
يأتي هذا الكشف عن تلك الاتصالات بعدتصريحات رئيس وزراء سلطة غزة قبل أيام، التي قال فيها أنه لا حرج من الحوار مع أمريكا، وهو ما يؤكد أن حكومة غزة معنية بممارسة اللعبة السياسية الغربية التي تحركها دول الغرب الكافر، ومعنية بوجود قنوات اتصال مع أمريكا والاتحاد الأوروبي، متناسية أنه لا فرق بين احتلال العراق وأفغانستان من قبل الأمريكان والأوروبيين وبين احتلال فلسطين من قبل يهود، بل متناسية أن السلاح والطيران الذي كان يحرق غزة في الحرب الأخيرة كان سلاحاً أمريكياً وعتاداً أمريكياً.
إن الحق أبلج ولا يمكن حجبه بهالة من المبررات الواهية، وإن "التعاون في المجال السياسي" مع دول الغرب الكافر لا يعني إلا شيئا واحدا، وهو السير في المشروع الأمريكي القاضي بدويلة هزيلة في مقابل الاعتراف بجُلّ فلسطين لدولة الاحتلال اليهودي. وهو المشروع السياسي الوحيد المطروح حاليا في المحافل الدولية.
وإن "الرؤية السياسية" التي تقوم على الجهاد لخلع الاحتلال من جذوره من كل أرض فلسطين – إن وجدت- لا يمكن أن تكون موضوع حوار مع دول الغرب الكافر، ولا يمكن لمبعوث أوروبي أو وسيط سويسري أن ينقل لأمريكا رؤية تقوم على أن الجهاد هو الطريق لتحرير فلسطين، فماذا إذاٌ يمكن أن يدور في تلك الحوارات وعبر تلك الاتصالات غير التناغم مع المشاريع الغربية التي ترمي إلى تثبيت كيان يهود وإضفاء الشرعية عليه ؟
إننا نؤكد ما قلناه سابقا أن الواجب على قادة حماس، التي أعلنت منذ انطلاقها أنها حركة مقاومة مسلحة، أن تستمر في تلبسها بأعمال المقاومة التي ترفع شعارها، وأن تعمل على أن تبقي جذوة الصراع بين المسلمين ويهود والغرب متقدة، مع إعلان التبرؤ من المشروع الغربي وإعلان البراء من قادة الغرب الكافر، والتعامل معهم على أنهم قادة حرب صليبية ضد الأمة الإسلامية، ونذكّر قادة حماس بقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على الناس زمان يخيّر فيه الرجل بين العجز والفجور، فمن أدرك ذلك الزمان، فليختر العجز على الفجور". ولا زال أمام حماس فرصة الرجوع إلى الحق، بدل التمادي في متابعة الأنظمة العربية، وفي تمرير مشروع الحل الأمريكي، وإن كانت حتى الساعة على استحياء.