تعليق صحفي
لماذا لا يطالب أهل الجهاد بالجهاد؟!
تحدث الدكتور عبد الله شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامي لمهرجان بغزة عن فشل مشروع أوسلو معتبرا أن أهل فلسطين "بحاجة إلى إعادة صياغة المشروع الوطني وإعادة بناء الحركة الوطنية من جديد"، كما واعتبر أن الثورات أشغلت الأمة عن قضية فلسطين وجعلتها مؤجلة على حد وصفه قائلا "نحن لا نتوقع ولا نطالب أحداً بأن يخوض غداً حرباً ضد إسرائيل من أجل فلسطين، وإن كان هذا واجباً، لكننا نقول أن بإمكانكم خوض معركة سياسية من أجل القدس والمسجد الأقصى، الذي يوشك على السقوط بسبب الحفريات من تحته ليبنوا مكانه الهيكل المزعوم".
نعم إن حالة الفصائل الفلسطينية وما وصلت إليه قضية فلسطين من تقزيم وصل لحد المحاصصة الفصائلية على سلطة لا حول ولا قوة لها، يستوجب إعادة نظر في وجود وعمل تلك الفصائل، بل لكي تعود قضية فلسطين قضية إسلامية بعد أن تقزمت من قضية إسلامية إلى قومية ثم وطنية ضيقة إلى فصائلية، يستوجب إعادة النظر في وجود تلك الفصائل كلها وفي عملها وانسياقها ومنه انضمام تلك الفصائل لمنظمة التحرير التي اعترفت بأوسلو الفاشلة!.
لكن أيتيه عن قادة الفصائل عامة والإسلامية منها خاصة أن قضية فلسطين لا تحتاج لوقفات كثيرة كي يعرف أنها قضية إسلامية وحلها إنما يكون بحل عسكري تخوض غماره الجيوش ويزيل كيان يهود.
أم أن حالة الفصائل الفلسطينية ووقوعها في فخاخ الأنظمة وفخ السلطة والمنظمة والتعامل معها قد أتاه قادة الفصائل عن حقيقة قضية فلسطين من أجل أن تتم الدعوة لإعادة دراسة القضية مرة بعد مرات وإعادة بناء حركة وطنية عاجزة عن فتح معبر فضلا عن تحرير شبر!.
ثم أليس من الخطأ القول بأن التحرك لفلسطين غير متوقع وان لا يطالب القادة والكبراء أمتهم بالتحرك تجاه يهود للقضاء على كيانهم، فإن كانت الأمة في زمن الثورات لم تثر على خيانة الأنظمة وحمايتها ليهود وتعلن حالة الحرب مع يهود، فمن سيتحرك للمطالبة بتحرير فلسطين؟.
أليس الأولى بقادة فصائل الجهاد والمقاومة أن يطالبوا الأمة بالجهاد لتحرير فلسطين بدلا من الاكتفاء بالتفرج على أهلها وهم يعانون ويقتلون ويفتك المحتل بأسراهم، بدلا من أن يقولوا بأنهم لا يطالبوهم بالتحرك؟!.
ثم أي تحرك سياسي يطالبون به من أجل حماية المسجد الأقصى؟، أهو التحرك في إطار الأمم المتحدة التي خذلت من تشدق بها، أم بمحاولة جعل القدس عاصمة للثقافة العربية بحفلات الدبكة والرقص، أم بإدراج المسجد الأقصى في قائمة اليونسكو مثله مثل الأهرامات ومعابد بوذا؟، أم بالمطالبة بالضغط الديبلوماسي وسحب السفراء لمن يقيم العلاقات مع كيان يهود؟.
فلماذا لا يطالب القادة الأمة بالتحرك نحو كيان يهود أو على الأقل العمل بكل قوة وسرعة من أجل إعداد العدة للقضاء عليه بدلا من جعل تلك الفكرة الواجبة فكرة بعيدة المنال وصعبة في نظر الناس وقيدا فكريا على العقول بعد أن تحطمت كثير من القيود، وبدلا من الدعوة لإعادة بناء وصياغة ما يسمى بالمشروع الوطني المخيب لآمال الأمة الذي أقعد الأمة عن واجب التحرير.
ألا يعلم إخوتنا في قادة المقاومة أنه عندما يخرج من قادة المقاومة والجهاد من يقول لا نطالبكم بالتحرك والقتال والجهاد، أن هذا معناه ترك أهل فلسطين العزل وأطفالهم التي أحرقها يهود يواجهون العدوان والذود عن أنفسهم وأقصاهم وديارهم بصدور عارية!.
7-10-2012