تعليق صحفي: دخل السلطة وإنفاقها أمارة على حقيقتها
ما حاجة شعب محتل بسلطة موالية للاحتلال تحظى بدعمه السياسي والمالي، وتحمي أمنه، وتعتاش على جيوب الناس وأموال خارجية مقابل تصفية منظمة للقضية ؟! ما حاجة أهل فلسطين بهذا الذي يسمى "المشروع الوطني" إخفاء للحقيقة وتزيينًا للباطل؟ ما حاجة أهل فلسطين بقمع وإرهاب فوق قمع وإرهاب الاحتلال؟ إنها ضرر وضرار على الأمة.
لقد حوّلت منظمة التحرير ووليدتها سلطة حماية الاحتلال قضية فلسطين من قضية أمة إسلامية إلى قضية قومية عربية، ثم إلى قضية وطنية أي قضية شعب، ثم اختصرتها في سلطة تحت الاحتلال تحمي حدوده وتقمع مناهضيه، وحوّلتها من قضية أرض مقدسة إلى قضية عقارات وتعويضات، وحوّلتها من قضية سياسية إلى قضية تفاوضية وإنسانية تتمثل في رواتب ومعاشات، وباختصار فقد مسخت قضية فلسطين ونفذت فيها أحلام المستعمرين وقامت بوظيفتها على أحسن وجه، ووصل الحال بقادتها إلى أن تتفاخر بإقرار أميركا أن السلطة الفلسطينية والدولة المسخ الموهومة مصلحة لأمريكا ويهود!
إنه بالإضافة إلى الحقائق السياسية واليومية، فإن نظرة إلى طبيعة إنفاق السلطة تبين جوهرها وأهدافها، فسلطة محتلة تنفق حوالي ثلت "ميزانيتها" على أمن الاحتلال وليس أمن الناس، بينما لا يكون للصحة مثلاً إلا 8.8%، وتنفق على مكتب رئيس السلطة 14.5 مليون شيكل شهريًا بينما لا يكون للقدس إلا أقل من 5 مليون شيكل، وفي نفس الوقت يتعدى نصيب وكالة وفا للأنباء 8 مليون شيكل، ونصيب مؤسسات منظمة "التحرير"27 مليون شيكل! ، هي عبارة عن مشروع أمني وتصفوي، ومشروع بطالة لربط الناس بالرواتب وجعلها ثمنًا لإسكاتهم عن الوقوف في وجهها.
فالسلطة غارقة في أكثر من 2 مليار دولار من الديون، وتسطو على جيوب الناس بأنواع الضرائب وتستجدي أموال الغرب مقابل تنفيذ خططه، وتنفق أموالها لحماية الاحتلال وقمع الناس وإسكاتهم من خلال ربط مشروع السلطة بالرواتب.
ومع أن المسئولية الكاملة رسميًا تقع على الاحتلال في إطعام وتشغيل المحتلين، فإن السلطة قبلت أن تعفي الاحتلال من مسئولياته، وتجعل التكلفة على أهل فلسطين وعلى حساب قضيتهم، مما دفع قادة السلطة بأن يصرحوا في ضيق بأن الاحتلال اليهودي لفلسطين هو أرخص احتلال في التاريخ.
إن الإسلام العظيم قرر أن فلسطين أرض خراجية مباركة، لا يملكها ولا يجوز أن يتصرف بها شعب ولا أمة على وجه الأرض، إنما هي حق لجميع المسلمين منذ فتحها إلى قيام الساعة، ومهما طال زمن احتلالها فإن جند المسلمين سيحررونها بالجهاد تحت راية الإسلام عن قريب بإذن الله كما بشر رسولنا صلى الله عليه وسلم، وسيعلم حينها يهود ومن يعاونهم أي منقلب ينقلبون، ولن تستطيع فئة مدعومة من الكافر المستعمر أن تغيّر وعي الأمة أو تغيّر الوقائع ما دام هناك مسلمون مخلصون لدينهم لا يخافون في الله لومة لائم.
4-8-2012م