جيش الاحتلال ينهي مناورة عسكرية واسعة تدرب فيها على حرب ضد سوريا وحزب الله
التفاصيل
انتهت أمس مناورة قام بها الجيش "الإسرائيلي"، دامت أربعة أيام تدرب فيها على خوض حرب مستمرة مع منظمة "حزب الله" في لبنان ومع الجيش السوري.
وقالت صحيفة "معاريف الإسرائيلية" اليوم أنه تم التدرب في المناورة التي شاركت فيها قوات مختلفة مثل سلاح الجو، سلاح البحرية، سلاح المشاة وشعبة الاستخبارات العسكرية على حالات قتالية كثيرة منها محاولة منظمة حزب الله قتل عدد كبير من "الإسرائيليين" في الجبهة الداخلية.
وزار رئيس هيئة الأركان "الإسرائيلية" الجنرال غابي اشكنازي برفقة وزير الدفاع ايهود باراك "بئر" القيادة الشمالية، حيث عرض قائد المنطقة الشمالية في الجيش "الإسرائيلي" الجنرال غادي ايزنكوت مسار المناورة. وقال اشكنازي بأنه "على قناعة بان الهدوء على الحدود الشمالية يشكل مصلحة مشتركة للطرفين، لكن يتوجب علينا الانتباه".
******
واضح أنّ يهود يقومون بالكثير من المناورات والتدريبات العسكرية المتتالية، سواء على الحدود الشمالية أم غيرها، وسواء على حرب كيماوية أم حرب عصابات أم غير ذلك من التدريبات التي يطلقونها بين الحين والأخر. وهذا أمر طبيعي في الدول التي تريد أن تبقى مستعدة لحماية نفسها وبناء قدراتها القتالية، ولكن المُلاحظ في الموضوع ثلاثة أمور:
أولاً: تأتي هذه المناورات في الوقت الذي لم نسمع فيه منذ عقود عن مثيل لها لدى الجانب الأخر من حكام سوريا ومصر والأردن ولبنان، ففي الوقت الذي يمد فيه حكام العرب العملاء أيديهم للسلام ويلهثون وراء التطبيع نرى فيه كيان يهود مازال يتصرف وكأنه في حالة حرب مع دول المنطقة! مما يدل على مدى الذلة والاستخذاء الذي وصل إليه حكام الجور.
ثانيا: معظم هذه المناورات والتدريبات يجري الإعلان عنها والترويج لها بشكل كبير، مع أن الأصل في الاستعدادات العسكرية أن تكون سرية لتضمن نجاحها إلا إن كان الإعلان عنها غاية بحد ذاته كما في المناورات التي تجري في مناطق التوتر العالمي. مما يعني أنّ إسرائيل معنية بهذا الإعلان ولعل ذلك يعود إلى سببين:
1-إدراك كيان يهود لضعفه وهشاشة بنيانه، مما يضطره إلى محاولة التخويف والبهرجة ومظاهر القوة، فحاله كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد، خاصة بعد أن جربت "إسرائيل" نفسها في حروب لا تُعد في ميزان الدول ومع ذلك فشلت فشلاً ذريعاً.
2-مساعدة حكام المنطقة العملاء في الحفاظ على كراسيهم من خلال تأييد موقفهم الداعي إلى السلام مع يهود، وعدم محاربة دولة يهود، بحكم القوة وتفوق "إسرائيل"، وهي بذلك تبقي فكرة أن الجيش "الإسرائيلي" الأكثر تطورا في المنطقة كما يدعي قادته، تبقيها حية في أذهان شعوب وجيوش المنطقة لتمنعهم من التفكير بمهاجمة "إسرائيل" والقضاء عليها.
ثالثا: يحرص قادة جيش يهود على دوام إحياء الناحية القتالية لدى جنودهم، وعلى إقناعهم بأنهم الأقوى وعلى استعداد دائم، لأن القادة عندهم يعرفون أن جيشهم مهزوم من الداخل، ويعرفون أن جيشهم إن توقف عن القتال أو التدريب فسينهار لأنه يخلو من عقيدة قتالية أو رسالة نبيلة. والأهم من ذلك أنهم جيش جبان يحرص على الحياة كل الحرص. لذلك يحاولون إشغال جيوشهم بكل قطاعاته في تدريبات ومناورات لحروب مصطنعة حتى يحافظوا على هذا الجيش الهش، الجبان.
ولكن البشرى أنّ كل هذه الاستعدادات والتدريبات لن تغني عن كيان يهود شيئا يوم يقف أمام جيش دولة الإسلام الذي يملك كل مقومات النصر، فلن تصمد جيوشهم أمامه جولة واحدة بإذن الله، كما لم تصمد جيوشهم أمام جيش دولة الإسلام الأولى.