بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل هي وجه من وجوه الاحتلال الأجنبي
لا يليق بالصائمين قبول الإفطار معها
نشرت وكالة معا يوم 2/9/2009 خبر الإفطار الذي نظمته بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل في مقرها للشخصيات الرسمية الحكومية والمحلية في الخليل، وكان على رأسها كل من محافظ الخليل، ورئيس بلديتها، وقائد منطقة الخليل، ومدير الشرطة في المدينة. حيث اعتبر نائب رئيس بعثة التواجد الدولي المؤقت "أن هذا الإفطار من أهم النشاطات التي تقوم بها البعثة خلال السنة، كونه فرصة عظيمة للقاء ممثلين عن السلطة الفلسطينية، كما وأشار إلى أهمية استمرار وتطوير التعاون الذي يخدم المجتمع المحلي في الخليل". وأشار الخبر إلى "المشاريع التي تقوم بها البعثة في مدينة الخليل، والتي تعتبر جزءا من صلاحيتها".
***
إلا أن الخبر لم يذكر مستوى تدخّل البعثة ورجالاتها في تغيير ثقافة الأمة وفي التأثير على أبناء المدينة من خلال تلك المشاريع التي تنظمها البعثة. وأنها تحت مسميات "تحسين ثقة الأطفال بالنفس بالإضافة لمساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم من خلال الأنشطة المختلفة" كما جاء في الخبر، تدس السم في العسل وتروّج للمشاريع والأفكار الغربية وتخرب ثقافة أبناء المسلمين، كما كان أفراد البعثة يقومون بنشاطات في المدارس للتشجيع على الاختلاط وعلى رفض الزواج المبكر ونشر الأفكار الغربية خاصة في مدارس البنات بعد الصد الذي لاقوه في مدارس الذكور، وشأنها في ذلك شأن كافة المؤسسات الأجنبية والغربية التي تنفّذ أجندات الدول التي ترعاها. وبلا شك، فهذا ما يشير إليه نائب رئيس البعثة من "أهمية استمرار وتطوير التعاون".
ويذكر الخبر "أن بعثة التواجد الدولي المؤقت في مدينة الخليل هي بعثة مدنية محايدة ... تقوم بكتابة التقارير حول أية خروقات للاتفاقيات الدولية الموقعة حول مدينة الخليل وأية انتهاكات لحقوق الإنسان ويتم إرسالها إلى الدول الست المشاركة في البعثة بالإضافة الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية"، وكأن الدول الأوربية التي كانت وراء إنشاء كيان يهود يمكن أن تكون محايدة، وكأن مثل تلك التقارير يمكن أن ترفع الضيم عن أهل هذه المدينة، وكأن جعجعة هذه البعثة منذ ما يقرب من العقد والنصف قد ساهمت بشيء في حياة أهل المدينة !
إن مثل هذه البعثة ما هي إلا وجه من وجوه الاحتلال الغربي لبلاد المسلمين، وحري بالمسلمين أن يقاطعوها وأن ينبذوا أعضاءها نبذ النواة، وأن لا يسمحوا لهم بمباشرة مشاريعهم التي تسهم في تخريب ثقافة الأمة، ولا أن يتواصلوا مع أبناء المدينة.
ولقد كان حريا بتلك الشخصيات الرسمية أن ترفض الإفطار على مائدة بعثة احتلالية، فإن الصوم الذي يسهم في تزكية النفوس وفي دفعها للطاعات، كان الأولى بالقائمين به أن يمنعهم عن الإفطار على موائد اللئام. ولا بد لهم، وهم يعلمون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من فطر صائما فله أجره، أن يسألوا أنفسهم: هل يعتبرون أن أجر صيامهم قد رصد في ميزان نائب رئيس البعثة الغربي ؟