تعليق صحفي
اطلعوا على الانتهاكات فلم يقدموا سوى الاعتراضات والتحيات فما بهذا تحرر المقدسات!!
زار رئيس مجلس النواب الاردني عبد الكريم الدغمي والوفد المرافق له أمس المسجد الاقصى المبارك برفقة محافظ القدس واطلع على الانتهاكات "الاسرائيلية" التي يتعرض لها المسجد من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين. وأعرب الدغمي عن شكره للأوقاف الاسلامية على الاستقبال الحافل للوفد ناقلا تحيات الملك عبد الله الثاني والشعب الاردني ومجلس النواب للشعب الفلسطيني مؤكدا على واجب العطاء لمدينة القدس سيما أن جلالة الملك هو من أحفاد الرسول عليه السلام مؤكدا على أهمية بقاء الأوقاف الاسلامية موجودة بدعم واسناد من جلالة الملك عبد الله الثاني.
وللتعليق على هذا الخبر نذكر الأمور التالية:
1. ليس مستغرباً على نظام اعترف بكيان يهود واحتلاله لجلّ فلسطين وارتبط باتفاقيات خيانية معه، وهو يلعب دور الوسيط الآن لاستئناف المفاوضات المخزية بين السلطة وكيان يهود، أن يبعث وفداً برلمانياً لزيارة المسجد الأقصى بتصريح من قوات الاحتلال زاعماً الحرص والتمسح بالمسجد الاقصى، ولو كان صادقاً في زعمه لسعى لتحريره.
2. لم يتمخض –كالعادة- عن زيارة الوفد واطلاعه على الانتهاكات والاعتداءات اليهودية على المسجد الأقصى سوى عن اعتراضات هزيلة لم تجسد بأفعال على أرض الواقع، فلم يطرد النظام سفير يهود ولم يستدع سفيره هو من "تل الربيع"، ولم يغلق الحدود ويعلن النفير ويشحن الثغور استعداداً لتحرير مسرى الرسول الذي يزعم ملك الاردن الانتساب إليه.
فهل من ينتسب لذرية المصطفى عليه السلام يرضى بقاء احتلال مسراه ومعراجه إلى السماء لحظة واحدة؟!
وإلى أي أمة ينتسب من يعترف بالمحتلين ويحافظ على أمنهم ويسهر على حراسة حدودهم؟!
3. إن استقبال هذا الوفد يكون بأن يُقال له اغربوا عنا ولا تعودوا سوى محررين ضمن جيش المسلمين، لا أن يستقبلوا استقبال الفاتحين وهم قد دخلوا المسجد مطأطئي الرؤوس تحت حراب الاحتلال!.
4. إن خلاص المسجد الأقصى لن يكون على أيدي حكام رضوا بالدنية واعترفوا بكيان يهود المحتل، بل سيكون –قريباً بإذن الله- على أيدي المسلمين أحفاد الفاروق عمر والمحرر صلاح الدين الذي لم يبتسم قط والمسجد الأقصى محتلاً من الصليبيين، ليدخله المسلمون كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً. ذلك وعد غير مكذوب.
(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)
18-3-2012