تعليق صحفي
الدول المانحة وصندوق النقد الدولي إذا تدخلوا بأرض أفسدوها وجعلوا أهلها أذلة
أكد فياض على ما جاء في تقرير صندوق النقد الدولي أن السلطة تعاني أزمة مالية صعبة في حال عدم التزام المانحين بالتزاماتهم المالية، والمح إلى أن هناك بعض الحلول قد تبدو في الأفق دون أن يتحدث عنها، مؤكدا ارتباطها بوفاء المانحين. ... وقال الصندوق "في التقرير" إنه رغم تراجع حجم الأجور في السنوات الماضية لنحو 18 بالمئة تقريبا إلا أنها مازالت أعلى كثيرا من النسبة المعتادة في دول ذات نفس الهيكل حيث تتراوح بين عشرة و15 بالمئة.
بعد أن رعت الدول الاستعمارية المانحة دولة الاحتلال اليهودي وأمدته بأسباب الحياة من قرارات دولية وأسلحة وأموال، نجحت في عقد اتفاقيات خيانية بين هذا الاحتلال وخونة فلسطين، جعلت بموجبها وجود كيان الاحتلال شرعيا ومعترفا به من زمرة خائنة باعت فلسطين وأهلها مقابل دولة هزيلة لا حول لها ولا قوة وأموال موعودة.
ثم نكصت هذه الدول بوعودها الشيطانية الخبيثة فلا دولة "على هزلها" أعطت ولا أموالاً استمرت ولا ماء وجه لرجالات السلطة أبقت، وفوق هذا وذاك تريد من السلطة الاستمرار في رفع الأعباء الأمنية والسياسية والمالية عن الاحتلال، وسعت هذه الدول المجرمة إلى تحميل هذه الأعباء على أهل فلسطين من خلال سياسات اقتصادية يقوم بوضعها ويرعاها صندوق النقد الدولي الذي ما تدخل بشؤون دولة إلا جلب عليها وعلى أهلها الخراب والدمار والفقر مهما كانت هذه الدولة قوية وتملك السيادة، فكيف إذا تدخل في سلطة وهمية بلا سيادة ولا سلطان!؟.
إن هذا الصندوق هو أحد أدوات الدول الاستعمارية في التدخل في شؤون الدول لبسط الهيمنة وتخريب اقتصاديات الدول التي تقبل اللجوء لهذا الصندوق.
وفي الكلام الذي ورد عن الأجور في تقرير صندوق النقد خير دليل على ما نقول، فالتقرير يقول بأن الأجور في مناطق السلطة أعلى من غيرها في مناطق مشابهة بنسبة تتراوح بين 10% إلى 15% رغم أنها تراجعت 18% في السنوات الماضية، وبهذا فإن التقرير يوجه السلطة إلى تخفيض الأجور بنسبة 10 إلى 15 في المئة، بل إن التقرير يطلب صراحة زيادة الضرائب وكبح الأجور عندما قال "وينبغي أن تبدأ السلطة في خفض الإنفاق وزيادة عائدات الضرائب وضمان كبح فاتورة الأجور والتي تشكل أكثر من نصف الإنفاق".
أي أن الصندوق الذي يكذب بشأن الأجور يريد إفقار أهل فلسطين فوق فقرهم ويريد جلد ظهر الموظفين الذين ما عاد راتبهم يكفيهم لسد الرمق، فالصندوق لا يرى أن أهل فلسطين يستحقون العيش ولو بالقليل القليل، بل إن الصندوق يريد أن يموت أهل فلسطين مهجرين خارج فلسطين في مخيمات الشتات والذل والمهانة.
أما فياض الموظف الرفيع السابق في البنك الدولي وسلطته الذين ألفوا الخنوع للدول المانحة وكيان يهود، فإنهم ينفذون سياسات الدول المانحة وصندوق النقد الدولي بدون خوف من الله ولا من عباد الله غير متعظين بما جرى لأقرانهم في دول الجوار حيث تنتقم الأمة من الطغاة والظالمين، وتسعى لاسترداد سلطانها المفقود لتضعه في خلافة راشدة تقطع دابر الدول المانحة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وتحرر فلسطين من براثن الاحتلال وتخلص أهل فلسطين من ظلم الاحتلال وظلم السلطة بإذن الله.
17/3/2012