تعليق صحفي
يخادعون الناس وما يخدعون إلا أنفسهم، فالطريق للتحرير واضح للصغار قبل الكبار!!!
في حلقة جديدة من مسلسل التصريحات الجوفاء، والتحركات الخرقاء والمطالبات الممجوجة، بحث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في اتصال هاتفي تلقاه الأحد 11-3-2012، من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، التصعيد "الإسرائيلي" على قطاع غزة والسبل الكفيلة لوقف هذا العدوان. وتشاور مع العربي حول إمكانية التحرك تجاه مجلس الأمن في حال استمر هذا التصعيد الخطير الذي أودى بحياة 18 مواطنا وجرح أكثر من 30 آخرين.
لقد اصبحت خيارات السلطة ورجالها معروفة ولا تحتاج إلى أي جهد في تنبؤ تصريحاتهم وتحركاتهم، فالشجب والاستنكار والتحرك صوب مجلس الأمن، متلازمات تصاحب كل نسخة جديدة من العدوان والقتل والاغتيالات التي يشنها كيان يهود، لا سيما أن السلطة ورجالها قد أسقطوا من حساباتهم كل الخيارات التي قد تضر بكيان يهود أو تهدد وجوده أو قد تساهم في نزع الشرعية الدولية عنه، فشرعية كيان يهود ووجوده وأمنه مصالح عليا للسلطة الفلسطينية وخطوط حمر لا يمكن تجاوزها، وسبق أن صرح عباس بذلك مطمئناً يهود "لا نسعى لنزع الشرعية عن إسرائيل"، ونفى رئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ، اتخاذ السلطة لقرار يفضي لوقف التنسيق الأمني مع "إسرائيل"، والذي يُعد الركيزة الأولى في الحفاظ على أمن يهود والتجسس واعتقال وتعذيب كل من يفكر في تهديدهم.
وتغيب قضية الأرض المباركة ووجوب تحريرها عن كل التحركات الفارغة المضمون، فلا حديث -ولو على الأقل نظرياً- عن حل قضية فلسطين، فجلُ ما تطرحه السلطة ومن لف لفيها لا يعدو سوى كونه إدارة فاشلة لبعض الفرعيات الناتجة عن احتلال الأرض المباركة، إدارة وتناولاً للمشكلات جعل من قضية اغتصاب الأرض المباركة قضية "إنسانية" أو قضية حصار ومعابر أو إزالة حواجز أو مستوطنات واعتقالات، واقتحامات .!!، فتقزّمت القضية على أيدى هؤلاء، وضاعت دماء الشهداء في دهاليز وأروقة المفاوضات العبثية.
إن الحل الحقيقي والجذري لقضية فلسطين، لا يمر عبر مجلس الأمن ولا عبر مفاوضات أو حلول سياسية، فالحل لقضية الأرض المباركة لا يكون الا عسكريا بتحريك الجيوش لتحرير فلسطين، كامل فلسطين، وعندها فقط يتوقف العدوان وتصان الدماء ويقتلع كيان يهود من الأرض المباركة ويعود اللاجئون، ويحرر الأسرى والمعتقلون.
فلا بد للأمة الإسلامية وهي تستعد لاستعادة سلطانها أن تتحمل واحبها تجاه الأرض المباركة وأن تعيد القضية من مختطفيها إلى أحضان الأمة الإسلامية لتمهد بذلك الطريق لتحرير الأرض المقدسة وتنهي حقبة استثنائية من تاريخ الأمة تحدث فيها الرويبضة في شؤون العامة ومقدساتهم.
12-3-2012