كم يجب أن يُراق من الدماء حتى تتحرك جيوش المسلمين لإنقاذ الشام وأهلها؟
التفاصيل
تعليق صحفي
كم يجب أن يُراق من الدماء حتى تتحرك جيوش المسلمين لإنقاذ الشام وأهلها؟
لا زالت العمليات العسكرية في الشام مستمرة، ففرق ماهر الأسد تستبيح المدن بلا أخلاق كما لو كانت في حرب ضروس، تقصف المدنيين العزل وتنكل بالأطفال وتعتدي على الشيوخ والنساء، آلاف القتلى...آلاف الجرحى...عشرات آلاف المعتقلين...مدن محاصرة لا غذاء ولا دواء ولا حليب أطفال.. ولا زال الحبل على الجرار ولا زال النظام القمعي البعثي ماضيا في غيه لا يردعه رادع، يستقوي بحبل أمريكا التي تمد له في الغي مداً عسى أن يتدارك أمره قبل فوات الأوان وقبل ضياع نفوذها، ويستقوي بصمت الدول العربية وبإدانة بعضها الخجولة.
فمتى تتحرك جيوش الأمة لإنقاذ الشام وأهلها؟
إنّ استدعاء السفراء للتشاور، والإدانات العربية الخجولة والمتأخرة التي خرجت من الأنظمة العربية في كل من السعودية والبحرين والكويت، والمطالبة الخجولة من الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري والتركي بضرورة وقف العنف واستخدام القوة، لا ترقى لأن تكون رداً على المجازر التي يرتكبها النظام في سوريا، بل الواجب الذي تستدعيه تلك الدماء الزكية أن تتحرك جيوش المسلمين لا سيما في الدول المجاورة لإنقاذ أهل سوريا المسلمين ونصرتهم على هذا النظام القمعي الذي لم يرقب فيهم إلاً ولا ذمة.
إنّ تذرع جامعة الدول العربية والدول العربية بدعاوى عدم التدخل في شؤون الدول المستقلة، وعدم إملاء القرارات على النظام السوري، هي حجة واهية كاذبة تستخدم لتنفيذ الأجندات الاستعمارية كلما لزم الأمر، ثبت ذلك من خلال إعطاء تلك الدول نفسها الصبغة "الشرعية" لتدخل حلف الناتو الاستعماري في ليبيا، والسماح لسفراء أمريكا وبريطانيا أن يصولوا ويجولوا في طول اليمن وعرضها.
إنّ ردود فعل الأنظمة العربية وسكوتها المستمر على جرائم نظيرها في سوريا وحتى استنكارها الخجول إنّما هي أفعال موجهة تستجلب التدخل الغربي في شأن الشام خشية أن تنتج الثورة هناك ما لا يرضي الغرب ونواطيره الحكام، ولعل الحديث عن بدء الناتو برسم سيناريوهات للتدخل في سوريا مؤشر على ذلك.
إنّ التضحية العظيمة التي قدّمها أهل الشام كفيلة بأن تحرك المخلصين في الجيش السوري أولاً للانقضاض على نظام البعث وزبانيته وعصاباته وشبيحته، وأن تحرك جيش مصر والأردن وتركيا لنصرة المسلمين المستضعفين في الشام.
إنّ دم أهل الشام الذي يراق هو دم المسلمين جميعاً، وإنّ وقوفهم في وجه الطاغية وتصديهم له هو تصدي للقوى الاستعمارية المهيمنة على بلاد المسلمين والتي تحمي كيان يهود الذي يحتل الأرض المباركة.
إنّ التفاف أهل الشام حول دينهم يخيف الغرب من إمكانية إقامة الخلافة في الشام على أنقاض نظام الأسد، وهو ما يفسر السكوت الطويل للغرب ونواطيره على جرائم نظام الأسد التي فاقت جرائم الطغاة الأولين والآخرين.
إننا نذكر جيوش الأمة بأنّها إنّما وجدت لحماية الأمة والذود عنها وعن حياضها، وعلى ذلك أقسمت وأعطت العهود والمواثيق، كما نذكرهم بأنّهم وحدهم القادرون على إنقاذ المسلمين ووقف شلال الدم مما يعظم مسؤوليتهم أمام الأمة وأمام رب العالمين، وأخيراً نذكرهم بحديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم " مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ".
فهل حان الوقت لتقف جيوش الأمة موقف عزٍ يسطر لها بمداد من نور فتفوز في الدارين أم ترضى أن تكون سيفاً للظالمين فتهلك وتبوء بغضب الله؟