تعليق صحفي
الأقصى في شهر رمضان
حرمة تدنس ومسلمون ممنوعون من الصلاة والاعتكاف... فمن ينال شرف تحريره؟
لليوم الثاني على التوالي تقتحم جماعات يهودية ومستوطنون صباح الثلاثاء باحات المسجد الأقصى يعيثون فيها الفساد، حيث قاموا بجولات متفرقة في انحائه، تخللها أداء بعض "الشعائر التلمودية والتوراتية"، بحراسة قوات كبيرة من الشرطة "الإسرائيلية" والتي أخلت بدورها الاثنين المعتكفين المسلمين من المسجد الأقصى، واعتقلت بعضهم اثر احتجاجهم اليوم على اقتحام المسجد.
تأتي هذه الاقتحامات بالتزامن مع ما يزعمه يهود من ذكرى "خراب الهيكل" والتي تصادف الثلاثاء 9-8-2011، وفي وقت بات كبار علماء الآثار اليهود يتحدثون بصراحة عن عدم وجود أية آثار تشير إلى وجود وارتباط اليهود بمدينة القدس، ويفند هؤلاء المزاعم التاريخية التي يتعلق اليهود بأوهامها.
إن تصرفات يهود في هذا الشهر الفضيل تجاه المسجد الأقصى تتم في الوقت الذي تتشبث به السلطة في خيارها الأوحد والوحيد وهو المفاوضات للحصول على اعتراف بدولتها الهزيلة مقابل التنازل عن معظم فلسطين لليهود المستمرون في الإساءة للمسلمين وإيذائهم في دينهم وشعائرهم والتضييق عليهم، وهو سلوك دأب عليه هذا الكيان الغاصب في رمضان وفي غيره طوال سنين احتلاله للأرض المباركة، وأهل فلسطين خبروا هذا الكيان ومدى حقده على المسلمين ومحاربته لهم في دينهم وشعائرهم وخبروا أيضا استخذاء السلطة أمام اعتداءات يهود واستقوائها على أهل فلسطين.
إن تصرفات هذا الكيان الغاصب للأرض المباركة تفضح مكنون الحقد الذي يحمله هؤلاء القوم تجاه المسلمين وهو ما أخبرنا به الحق سبحانه بقوله (لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) وبقوله (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ).
إن هذه الجرائم جديرة بأن تهتز لها دول الطوق المجاورة لفلسطين وعموم المسلمين، وإن تكرارها لا يعني أن تصبح مستساغة بل هي جرائم يهتز لها عرش الرحمن وجدير بالمسلمين الثائرين على الظلم والطغيان أن يطالبوا جيوش المسلمين ويضغطوا بقوة باتجاه تحركها نحو فلسطين والمسجد الأقصى لإنقاذه وتحريره من اليهود الغاصبين ولتقضي على كيانهم المسخ مرة واحدة وللأبد.
إن يهود لم يستوعبوا درس الثورات في البلدان العربية بعد، وهم بجرائمهم وتصرفاتهم الاستفزازية هذه يستجلبون نقمة المسلمين أكثر فأكثر علاوة على احتلالهم لمسرى نبيهم وقبلتهم الأولى، وإن تحرك المسلمين نحو التغيير الجذري حتماً سيقودهم إلى تحرير فلسطين، فما هي إلا قليلاً حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، وإن غدا لناظره لقريب.
(إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)
9/8/2011