نتنياهو يتحدث عن المواجهة....وحكامنا يتعلقون بالوهم والتبعية!!!
التفاصيل
تعليق صحفي
نتنياهو يتحدث عن المواجهة....وحكامنا يتعلقون بالوهم والتبعية!!!
مرة أخرى يعبر رئيس وزراء الكيان اليهودي الغاصب عن حقيقة الصراع وأن كيانه ما هو إلا كيان غريب زرع في جسم الأمة الإسلامية، حيث يظهر حتمية المواجهة الدائمة مع الأمة الإسلامية، ويبني سياسية واستراتيجية كيانه المجرم على تخوفه من ذلك اليوم الذي ستتحرك فيه الأمة الإسلامية لاقتلاع ذلك الوهم المسمى "إسرائيل".
فقد جدد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو قوله إن "إسرائيل" لا يمكنها إن تنسحب إلى حدود عام 67 التي وصفها بأنها "غير قابلة للدفاع".
وتتجسد هشاشة هذا الكيان المصطنع في هذا التصريح الذي يؤكد على أن ذلك الكيان المصطنع سيبقى في حالة استنفار ولن يهدأ له بال، وذلك لإدراكه بأن كل الجهود الغربية والدولية لا تخرج عن إدارة الأزمة ولن تستطيع تلك القوى حل قضية فلسطين حلاً جذرياً، وذلك بسبب إدراكه بأن فلسطين تحتل مكانة في قلب المسلمين جميعاً وانهم يسعون لاستعادتها وتحريرها وما تحركهم على الحدود المتاخمة لفلسطين في ذكرى اغتصابها إلا شاهد على ذلك.
والحقيقة الظاهرة للعيان أن كيان يهود لا يستطيع الدفاع عن كيانه حتى لو بقيت أراضي 67 معه فهو لا يستطيع الدفاع عن هذه البلاد أمام جيوش المسلمين إذا صدقت النوايا وحسن الإعداد، وما سر بقائه إلا تخاذل الأنظمة المحيطة بفلسطين والتي تعمل على حماية حدوده من أهل المنطقة.
بل وعلى النقيض من تأهب قادة يهود وتربصهم بالمسلمين، تصر السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية التابعة للغرب الكافر على الدجل والتضليل وخلق واقع افتراضي لا وجود له فتصور القضية على أنها مسالة حدود، ومستوطنات وجدار وحصار وغيرها من مفردات قزمت قضية الأرض المباركة وجعلت مسرى الرسول والأرض الخراجية محل اخذ ورد لكل طامع ومستوزر ومسترزق !! .
فقد كتب عباس مقالاً في النيويورك تايمز أكد فيه "ما تزال المفاوضات هي خيارنا الأول. ولكننا بِتنا مضطرين، بسبب فشل هذه المفاوضات، إلى التوجّه إلى المجتمع الدولي لمساعدتنا في المحافظة على الفرصة الأخيرة المتبقية للتوصّل إلى نهايةٍ سلميةٍ وعادلةٍ للنزاع العربي الإسرائيلي".
كما صرح الملك عبد الله الثاني في مقابلة له بالقول "في حال عدم تحقق حل الدولتين للشعبين، فإن المستقبل سيكون مظلم جدا للإسرائيليين وللجميع"، وبالقول "إنني أؤمن أن مستقبل إسرائيل هو الاندماج في المنطقة".
فلم يبق في العالم إلا السلطة الفلسطينية والأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي تؤمن بتلك الترهات وباتت تصريحاتهم نوعا سخيفا من تطوير الوهم وأصبح واضحا لكل ذي بصيرة أن تعلق السلطة والأنظمة العربية بحبال الإدارة الأمريكية وقدرتها على الضغط لإخراج حل افتراضي يقسم الأرض المباركة بين أهلها ومغتصبيها، ما هو إلا عبث سياسي وتضييع للوقت وجرجرة لأطنان من أوراق ومحاضر اتفاقيات ومباحثات لم ولن تفضي إلى حل !!، فبالرغم من أن هذا الضغط الأمريكي المتوهم لم يكن يوما لعيون أهل فلسطين ولم تقحم الولايات المتحدة نفسها في هذا الصراع إنصافا للحقوق بل تثبيتا لمصالحها، ومحاولة منها لإغلاق ملف يربك خططها ومشاريعها في المنطقة،
فإن الحديث عن هذه الحلول لا يستهوي إلا من بقي أسيرا لحفر أوسلو وأخواتها أو انسلخ نهائيا عن الأمة الاسلامية وتطلعاتها للنصر والانعتاق، ولا يتغني بحل الدولتين وحدود 67 الا من بقي مقيدا باتفاقيات ومصالح شخصية تحول بينه وبين التحليق بفكره ليرى أبعاد الصراع وليبصر حدوده، فأمة تعدادها أكثر من ثلث سكان العالم تعتقد بأحقيتها بأرض الإسراء والمعراج وترى في المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين وتتطلع لذلك اليوم الذي تحرر فيه المقدسات، لن ترضى بحلول أقل من تلك التي رسمها قادة كصلاح الدين وقطز والظاهر بيبرس.
إن الأمة وهي على أبواب إقامة الخلافة الراشدة، تجاوزت تلك الحقبة التي استنسرت فيها البغاث، وتكلم فيها الرويبضة في شؤون الأمة ومقدساتها، وهي الآن لا ترى إلا تحرير فلسطين حلا ..وتجسد ثوراتها الشوق لتحرير فلسطين والعيش في ظل حكم الله في الأرض بإقامة الخلافة الإسلامية الموحدة للأمة..وحينها لن تنفع الكيان اليهودي دفاعاته وحصونه الهشة من وعد الله .