النظام الأردني مجسٌ وخادم للنفوذ الاستعماري في المنطقة
التفاصيل
تعليق صحفي
النظام الأردني مجسٌ وخادم للنفوذ الاستعماري في المنطقة
حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة ضد "إسرائيل" في حالة استمرار الجمود في عملية السلام بالشرق الأوسط. ورجح الملك عبدالله في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية يوم 22 مايو/أيار أن يستمر الوضع الراهن في مسيرة السلام حتى نهاية العام الجاري، الأمر الذي ينطوي على احتمال اندلاع مواجهات جديدة بين "إسرائيل" والفلسطينيين.
في سياق آخر حث الملك عبد الله الثاني الرئيس السوري بشار الأسد على التحاور مع شعبه، موضحا أنه تحدث مع الأسد مرارا وعرض مساعدة الأردن في إعادة الاستقرار والهدوء الى سورية.
يسعى النظام الأردني، إلى أن يكون مجس القوى الاستعمارية التي تقيس من خلاله تطورات الأوضاع في المنطقة، بالإضافة إلى الدور الأمني الذي يلعبه في إسناد الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة، وقيامه بمهمات استخباراتية لصالح القوى الغربية كمهامه في أفغانستان.
وكمثال على لعبه لدور المجس المراقب لتطورات الأوضاع والناصح للقوى الغربية الاستعمارية، حرص الملك عبد الله على إبداء تخوفه الدائم والمستمر من جمود الأوضاع فيما يعرف بعملية السلام ومما يمكن أن ينتج عنه من ضرر على المصالح الغربية؛
وحذر مما أسماه "كارثة حقيقية لا تطاول المنطقة فقط، بل أجزاء أخرى من العالم، وتهدد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة وأوروبا والمجتمع الدولي"، بتاريخ 5-12-2010م
وها هو اليوم يكرر نفس التصريحات، ويبدي حرصه على أصدقائه "الإسرائيليين" والفلسطينيين على حد سواء!!، وينبه القوى الغربية لما يمكن أن تلحقه التطورات في المنطقة من أضرار بمصالحها علاوة على خشيته من اندثار نظامه وعرشه مع الأنظمة التي أتى وسيأتي عليها طوفان التغيير.
وإلا فما الذي يقلق الملك عبد الله الثاني من اندلاع انتفاضة جديدة؟ وما الذي يدعوه إلى أن يعرض خدمات نظامه على طاغية سوريا؟ وما الذي يدفعه ليزج بالقوات الأردنية لتكون درعاً لأنظمة الخليج وترساً لحمايتها؟
إنه دور المحافظة على النفوذ الاستعماري، لا سيما الإنجليزي، ودور الحرص على الكيان اليهودي كما صرح في مقابلة سابقة بالقول "في حال عدم تحقق حل الدولتين للشعبين، فإن المستقبل سيكون مظلم جدا للإسرائيليين وللجميع"، وبالقول "إنني أؤمن أن مستقبل إسرائيل هو الاندماج في المنطقة"، ودور الحرص على عدم تفلت الشعوب من ربقة المستعمرين، ودور الحرص على بقاء الهيمنة الغربية التي يعتمد النظام الأردني وملكه كما بقية الأنظمة على مساندتها لهم ضد الثورات، فهم ليسوا من جنس الأمة والأمة تلعنهم وتدعو عليهم صباح مساء.
ولعل تسخير الأجهزة الأمنية الأردنية لبلطجية أقدموا على الاعتداء على مسيرة نظمها حزب التحرير في الأردن نصرة لحرائر الشام في الرمثا، يكشف عن مدى تخوف هذا النظام من سقوط النفوذ الغربي وعملائه مما سيذهب به أدراج الرياح.
إن الأمة التي أطاحت بمبارك وبن علي وثارت على علي والقذافي والأسد، ستطيح بعبد الله ونظامه، وستطيح ببقية الأنظمة الجبرية الجاثمة على صدورها، وستكمل الطريق حتى منتهاه حتى تحقق التغيير الحقيقي بإقامة الخلافة على أنقاض هذه الأنظمة، وساعتها لن ينفع هؤلاء ندم، ألا فليرعوي هؤلاء عن دعم النفوذ الاستعماري وخدمته خير لهم لو كانوا يعقلون، فالعاقبة ستكون للأمة الإسلامية لا للكافرين، وسيكون مكانهم مزابل التاريخ ولهم في الآخرة عذاب عظيم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.