وبذلك ضرب الهباش الحائط بآيات الله التي حرمت موالاة اليهود والنصارى وأكدت على أنّ أشد الناس عداوة لنا هم اليهود والذي أشركوا، وأنّ الصراع الأصيل بيننا وبينهم هو الصراع العقدي. بل وما الصراع السياسي إلا نتاج لهذا الصراع العقدي.
وبذلك تجاهل الهباش كلام الله القطعي الذي لا يحتمل التأويل، بل وناقضه أيضاً، وكل ذلك إرضاءً لهذا الوفد الصهيوني، ومن أجل دراهم بخسة يتقاضاها في نهاية الشهر ومقابل كرسي هزيل ذليل يبقى معتليه.
واستغل الهباش مفهوم أهل الذمة عند المسلمين والذي يسمح ببقاء الكفار وليس فقط أهل الكتاب تحت سلطان الإسلام بعد أن يدفعوا الجزية وهم على دينهم دون أن يفتنوا عنه، استغل هذا المفهوم عند المسلمين ليقول مدلساً "بأننا نؤمن بالدين اليهودي ونؤمن بالتوراة وواجبنا كمسلمين أن نحترم جميع العقائد".
فهل يجهل الهباش أنّ الدين عند الله الإسلام؟!، وأنّ معتنقي الأديان الأخرى هم كفار بعد بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهم في النار خالدين؟ أم أنّ الهباش بات لا يفرق بين احترام العقائد والكفر بها؟!
وهل غاب عن الهباش أنّ الله قد أخبرنا أن اليهود والنصارى قد حرفوا كلام الله عن مواضعه، ولم يبق من الإنجيل والتوراة إلا الاسم؟!
لقد بلغ الهباش في جرأته على دين الله وأحكام الإسلام مبلغاً عظيما، ولقد سبق أقرانه من علماء السلاطين بأشواط وأشواط رغم حداثة عهده في المهنة.
ولكن اللوم هو على المسلمين الساكتين عنه، فما تجرأ الهباش ولا تطاول على دين الله إلا بعد أن رأى سكوت الناس عنه وعدم إنكارهم لما يقترف.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ حَتَّى يَرَوْا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ فَلَا يُنْكِرُوهُ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللَّهُ الْخَاصَّةَ وَالْعَامَّةَ".