فلسطين أون لاين- طالب أهالي وعائلات المعتقلين السياسيين في سجن أريحا بإنقاذ أبنائهم من "الموت البطيء"، الذي يتعرضون له على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتنفيذ القرارات القضائية والإفراج الفوري عنهم.
وقال الأهالي في بيان صحفي، السبت 4-12-2010:" لقد اعتقلت أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية أبناءنا وفلذات أكبادنا منذ عام 2008، وما زالت تسجنهم دون أن توجِّه ضدهم أيّ تهمة أو مخالفة، بل وقامت بتعرَّيضهم لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، وحرمتهم من أبسط حقوقهم الإنسانية. وأضاف الأهالي في بيانهم: "لقد رفضت الأجهزة الأمنية القرارات الصادرة عن أعلى سلطة قضائية؛ وهي محكمة العدل العليا والتي قضت بالإفراج الفوري عنهم في عدة قرارات قضائية موثقة ومعلومة لدى المؤسسات الحقوقية في فلسطين".
****
إنّ ما كشف عنه هذا البيان الصحفي هو نزر يسير من واقع السلطة الفلسطينية وأجهزتها "الأمنية" سيئة الذكر، فسجون السلطة فيها المئات من السجناء السياسيين الذين تهمتهم إما أنهم لا يوافقون السلطة في مشروعها التصفوي ويكافحونها ومن يقف خلفها من قوى استعمارية كفاحاً سياسياً، وإما أنّ يهود غير راضيين عنهم، أو أنّهم ينتمون لحركة تراها سلطة عباس منافسة لها.
ولا أدل على ذلك من اعتقال السلطة للأستاذ محمد الخطيب، عضو حزب التحرير، قبل أربعة أشهر ومحاكمته عسكريا، بالرغم من أن القاصي والداني يعرف أنّه معتقل سياسي، وسبق أن صدر بحقه قرار إفراج من محكمة العدل العليا. ومؤخراً أقدمت الأجهزة القمعية الفلسطينية على اعتقال عضو حزب التحرير، الأستاذ شاهر عساف، للمرة العاشرة.
نعم، إن واقع السلطة واقع مخزي، فقد تحولت إلى أداة أمنية بيد كيان يهود، فأصبحت ذراعه الطويلة يبطش بها بمن يريد دون أدنى حياء أو وجل، وبعد أن أصبحت ربيبة دايتون ومولر الذين جاءا من وراء المحيطات وقطعا آلاف الكيلومترات ليسخرا السلطة في حرب الغرب على الإسلام وفي تثبت كيان يهود الجرثومي في خاصرة الأمة الإسلامية.
وإلا، فما الذي يبرر أن تقوم السلطة التي تدّعي أنها وطنية، بملاحقة عناصر حماس والجهاد وحتى بعض اعضاء فصائل منظمة التحرير؟ وما الذي يبرر أن تسجن السلطة شباب حزب التحرير، وتضيّق على نشاطات الحزب المعروف بأعماله السياسية؟
إن السلطة تعرف أنه لا يوجد ما تبرر به أفعالها المخزية، فتلجأ في كل مرة إلى الكذب والتلفيق، فقد رأينا كبراء السلطة؛ عباس وفياض ووزير الداخلية، يكذبون وينفون وجود معتقلين سياسيين في سجون السلطة!.
على السلطة أن تدرك بأنّه لا مقام لها في هذه البلاد، لا هي ولا يهود من ورائهم، فهذه البلاد لن تدوم للظالمين، وهذه مسئولية كل واحد من المسلمين أن يعمل من أجل الإسراع في إقامة دولة الخلافة التي ستحرر كل المسلمين من حكام الضرار وأزلام الاستعمار، وستحرر بلاد المسلمين من الغاصبين والمحتلين، ويجب أن تكون ممارسات السلطة وظلم الحكام حافزا لكل المسلمين من أجل مضاعفة الجهود واستنهاض الهمم لإنهاء هذا الحال بإقامة دولة الخلافة، دولة العدل والعزة والكرامة.