قال مكتب نتنياهو في بيان له: "إن نتنياهو اعلن في السابق أنه لا تجميد للاستيطان في القدس، وأن الإدارة الأمريكية تلقت بلاغاً بهذا الشأن قبل الإعلان عن المناقصة الجديدة".
ونقل موقع "هآرتس" عن مصادر في محيط نتنياهو قولها: "إن البيت الأبيض كان على علم بالمناقصة لكنه لم يبد موافقته عليها".
وسبق هذه التصريحات تصريح الناطق باسم الخارجية الأمريكية باعتراف واشنطن بيهودية "اسرائيل".
*****
دأب رجال السلطة والمنظمة والأنظمة العربية على الحديث عن الدور الأمريكي، والوساطة الأمريكية، والراعي الأمريكي، وإعطاء الجهود الأمريكية فرصة إحراز تقدم، وخطة الطريق الأمريكية، والضمانات الأمريكية و....
فهل كانت أمريكا وسيطا نزيهاً أو طرفاً محايداً في يوم من الأيام؟ أم أنها كانت ولازالت طرفاً معادياً وإن أبدت ابتساماتها الصفراء وأخفت ما يقف خلفها من حقد دفين وعداء حضاري؟
إنه من السطحية السياسية أن يظن المرء أن الصراع الدائر في فلسطين هو بين فلسطينيين ويهود فحسب، وأن قضية فلسطين هي قضية خصام على أرض، فالصراع في فلسطين أكبر من الفلسطينيين واكبر من يهود، فالأمة الإسلامية تقف في جانب منه والغرب بأسره يقف في الصف المضاد. وكل محاولة ترمي لإخفاء هذه الحقيقة وطبيعة الصراع الحضارية هي تضليل وتزييف للحقائق.
إن صراع الأمة هو مع القوى الغربية الاستعمارية (امريكا واوروبا)، وكيان يهود هو رأس حربة لهم في فلسطين، لذا كان اعتبار الطرف الأمريكي طرفاً محايداً واللجوء إليه طلباً للوساطة هو استجارة من الرمضاء بالنار، وهروب من عدو إلى عدو آخر أشد ضراوة واعتى قساوة.
وها هي الأيام وها هي المواقف المعلنة لا الخفية باتت تكشف هذه الحقيقة التي ما خفيت على سياسي بصير يوما ما، حيث تجلى اصطفاف أمريكا والغرب بجانب كيان يهود على رؤوس الأشهاد، وهو اصطفاف حقيقي وان بدا في قوالب سياسية ربما يتوهم البعض أنها مؤقتة كانتخابات الكونغرس واشباهها.
والحال كذلك فما الذي يبقي السلطة تتعلق بقشة الوعود الأمريكية؟
إنه لا سبيل لتفسير هذا الارتماء المهين في أحضان السياسة الأمريكية سوى بالتبعية المطلقة للإرادة والسياسة الأمريكية بحيث لا ترد السلطة لها أي طلب ولو كان التخلي عن المقدسات وحقوق اللاجئين وهتكها لكل ما اسمته خطوطاً حمراء.
فهل يبقى من يلقمنا لقمة سائغة لفم أعدائنا يتحكم في مصائرنا ومصير هذه الأرض المباركة؟!
لقد آن للأمة أن تأخذ زمام المبادرة وان تسترد قضية فلسطين من وكر السلطة والحكام لتعيدها إلى حضنها الدافئ، وان تتحرك عاجلاً لخلاصها.