الجزيرة نت: التقى وفد من مجموعة "الحكماء" الدولية برئاسة رئيسة إيرلندا السابقة ماري روبنسون في قطاع غزة رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية.
ووفقا لوكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة أحمد يوسف، تطرق اللقاء إلى موضوع الحصار الذي تفرضه "إسرائيل" على القطاع منذ أربع سنوات، إضافة إلى موضوع المصالحة الوطنية الفلسطينية، والمفاوضات "التي كانت تجريها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل".
*****
لا يُخفي وفد "الحكماء" ان زيارته جاءت لدعم جهود كارتر الرامية وفق ما أعلن الأخير إلى حشد التأييد لمفاوضات الحل النهائي، حيث ستشمل جولته كل من مصر والأردن و"إسرائيل" والسلطة.
وإذا كان ذلك هو هدف هذه الجولة فهل يمكن أن يفهم ان وفد "الحكماء" هذا جاء ليستطلع ويقيّم أين وصلت حكومة حماس من موضوع التفاوض مع كيان يهود وما يسمى بعملية السلام، وتفحص مدى قابليتها لخوض هذه العملية؟
وإلا فما هو سبب بحث الوفد لموضوع المفاوضات التي تجريها السلطة مع يهود وحماس ليست جزءاً من هذه المفاوضات؟ وهل بحث موضوع المصالحة يشغل بال "الحكماء" لما له من تسهيل لعملية التفاوض التي يراد للطرف الفلسطيني فيها أن يمثل أكبر شريحة من أهل فلسطين في اية تسوية قادمة؟
إن الواجب على جميع القوى الفاعلة في الساحة الفلسطينية وجميع المخلصين أن يتحلوا بالوعي السياسي وأن يدركوا –إن لم يكونوا قد أدركوا من قبل- بأنه لا مكان للإنسانية المزعومة ولا حقوق الإنسان في السياسية الدولية، وأن الوفود الرسمية وغير الرسمية إنما تحمل رسائل سياسية وهدفها المعلن لا المخفي هو عملية السلام أي تثبيت أركان يهود في المنطقة.
إن الواجب على جميع القوى الفاعلة في الساحة الفلسطينية وجميع المخلصين في ظل التآمر المفضوح للقوى الاستعمارية على أهل فلسطين والمسلمين ومناصرتهم لكيان يهود، أن يقطعوا علاقاتهم مع كل من أمريكا وأوروبا وأن لا ينخدعوا بمعسول كلام الوفود الغربية أو المسماة دولية رسمية كانت أم غير رسمية، كما يجب عليهم في ظل هذا التخاذل للأنظمة القائمة في بلاد المسلمين أن لا يركنوا لتلك الأنظمة وحكامها.
إن الواجب على جميع المخلصين أن يعيدوا قضية فلسطين لسالف عهدها قضية للامة الإسلامية بأسرها حتى يخرج أو تخرج الأمة من بين ظهرانيها من يسير بجيوش الأمة الجرارة نحو فلسطين فيحررها ويطهرها من رجس يهود.
هذا هو الواجب الملقى على عاتق كل من حرص على فلسطين وأهلها ومقدساتها، وكل ركون للقوى الاستعمارية ورمي القضية في حجرها وانتظار وساطتها هو جريمة كبرى وتضييع لفلسطين علاوة على أنه انتحار سياسي.