صرح د.نبيل شعث أنه في حال فشلت المفاوضات فإنه سيكون هناك بدائل وخيارات، ستتخذها السلطة، ولكن أنا هنا لا أريد أن أتحدث عن هذه البدائل، وإنها قيد الدراسة، موضحا ان احد البدائل أن تكف أمريكا مثلا عن استخدام الفيتو في حال ذهبنا لمجلس الأمن.
في الوقت نفسه أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر خلال زيارة لأريحا الاثنين انه لن يدعم اللجوء الى مجلس الامن اذا ما كان من شأنه ان يضر بعملية السلام.
*****
بالرغم من ان الخيارات التي طرحتها وتطرحها السلطة كبدائل للمفاوضات يمكن وصفها بالخيارات المتهافتة والفارغة المضمون والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، حيث أن التجارب السابقة -علاوة على الرؤية السياسية- قد كشفت مدى تآمر ما يسمى بمجلس الأمن والمجتمع الدولي ومؤسساته مع دولة يهود، وأن قرارات مجلس الأمن بخصوص القضية الفلسطينية بالرغم من جورها وتمليكها الأرض للمحتل بقيت حبراً على ورق،
بالرغم من ذلك كله يأتي كوشنير ليرفض اللجوء إلى مجلس الأمن إذا كان هذا اللجوء مضراً بعملية السلام ليفقد السلطة الورقة والقشة التي تتعلق وتتغنى بها!! وفي ظل نفي المسؤولين الفلسطينيين موضوع استقالة عباس أو حل السلطة ماذا بقي للسلطة من خيارات إذاً؟! وهل السلطة تروج للحديث عن الخيارات والبدائل لحفظ ماء وجهها ولإشغال الرأي العام لحين تفرغ الإدارة الأمريكية أم أنها على الحقيقة تفتقر إلى البدائل؟
إن الحديث عن بدائل مطروحة لعملية التفاوض من طرف السلطة هو حديث إعلامي يسعى لتكوين أجواء تهيئ للعودة إلى المفاوضات في ظل فقدانها للبدائل، ولتجعل العودة –المتوقعة- المهينة إلى المفاوضات ضمن الشروط "الإسرائيلية" أمراً مستساغاً، ولعل تصريحات أبو الغيط عقب قمة سرت واجتماع لجنة المبادرة العربية تكشف عن حقيقة اللغط الإعلامي الدائر، فقد نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن أبو الغيط قوله (أن بديل اللجوء إلى مجلس الأمن لإعلان قيام الدولة الفلسطينية في حال العجز عن استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين «ليس مطروحا في الوقت الحالي»). وقال أبو الغيط إن «مسألة اللجوء إلى مجلس الأمن لإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ليست مطروحة في الوقت الحالي». وأوضح أن «المطروح حاليا هو إتاحة الفرصة للولايات المتحدة لكي تستمر في جهدها من أجل تحقيق التجميد الكامل للاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة».
إن من المغالطات الكبرى أن يُروج أن السلطة او الأنظمة العربية هي صاحبة قرار في شأن المفاوضات أو عملية السلام، وبالتالي من المغالطات أن يتم الحديث عن أن السلطة تسعى للبحث عن خيارات وبدائل، فالسلطة في حقيقة أمرها تتبع التعليمات الأمريكية شبراً بشبر وذراعاً بذراع، وهي تسير ضمن خط أمريكي واضح المعالم، وكل هذا اللغط الدائر ليس سوى محاولة إشغال للرأي العام وتسويف ليسد الفراغ السياسي الذي ستتركه الإدارة الأمريكية في المنطقة جراء انشغالها في الانتخابات النصفية للكونغرس.
فإلى متى ستبقى السلطة والحكام العرب يقدمون قضية فلسطين واهلها ومقدساتها قرابين على أعتاب أسيادهم في واشنطن، وإلى متى سيبقون يعبثون بهذه القضية؟!
لقد آن الأوان لأن يعلنها أهل فلسطين والمسلمون جميعا مدوية في وجه السلطة ومنظمة التحرير بأنكم قد اختطفتم قضية فلسطين وآن لكم ان تردوا لنا ما سلبتموه منا، فنحن أحق بها واهلها، ومنا لا من سوانا سيخرج من بين أظهرنا أو من نسلنا من يحرر أرض الإسراء والمعراج كاملة غير منقوصة، فإن لم تأتونا بها فلا كيل لكم ولا تقربون.