وجاء في الرسالة "صديقي العزيز الحاخام الكبير عوفاديا يوسيف رئيس مجلس حاخامات إسرائيل بودي أن أشكرك من صميم قلبي على رسالتك التي تلقيتها عندما زارني رئيس الوزراء نتنياهو, وأشكرك على رسالتك خصوصا اهتمامك البالغ وحرصك على صحتي, ونقدر موقفكم الداعم للسلام ولكل من يؤمن به".
وذكرت الصحيفة أن هذه الرسالة تأتي ردا على رسالة بعث بها الحاخام الإسرائيلي قبل أسبوع يطمئن فيها على صحة الرئيس مبارك وتمنى له الشفاء العاجل.
وكتب يوسيف -صاحب الفتوى الشهير التي تبيح قتل العرب ووصفهم بالأفاعي- في الرسالة نصلي لخالق الكون أن يمنّ عليكم بالشفاء الكامل والسريع . وأضاف دام مجدكم، صاحب السمو، رئيس مصر محمد حسني مبارك.
وقال عسى أن تستمروا في قيادة مواطنيكم بجلالة وشجاعة وقوة لمدى الحياة وبسلام، وعسى أن تنجحوا في كل أعمالكم بما يمليه عليكم قلبكم'. ووقع الحاخام عوفاديا يوسف الرسالة بتحيات حارة وختم بالقول تفضلوا بقبول فائق الاحترام، بعظمة فضيلتك.
والحاخام يوسيف ليس الوحيد في الكيان اليهودي الذي يكيل المديح لمبارك ففي مقالة بعنوان "قبل أن يموت مبارك" كتب تسفي بارئيل-هآرتس سيلا من المديح للرئيس المصري قائلا "ما يزال مبارك هو الزعيم الذي يستطيع ويريد تقديم مسيرات. فإذا اقتنع بأن الوقت قد حان، فانه يستطيع تقديم التفاوض المباشر بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو الوحيد القادر على منحه الرعاية. وهو أيضا المحرك الهادر، الذي يجهد نفسه منذ 3 سنين في إحداث مصالحة فلسطينية داخلية. مبارك هو الزعيم العربي الوحيد الذي لا يخاف حزب الله، ...وهو يرأس المحور الذي سمي ذات مرة "المحور المعتدل"... ليس مباركا نشيطا صهيونيا ولا يحدد سياسته على حسب المصلحة الإسرائيلية. لكن عرض ان التقت المصالح الإسرائيلية المصرية واستوت أمورها جيدا."
***
ليس غريبا على ذلك الحاخام أن يتمنى لمبارك الشفاء والبقاء قي سدة الحكم، فالرئيس المصري قد قدم الخدمات الجليلة لحفظ أمن يهود وإطالة عمر كيانهم في الأرض المقدسة وحاصر غزة وبنى الجدار الفولاذي حفظا لأمن يهود وقمع كل من يحاول مس أمنهم وحاكم واعتقل كل من حاول كسر الحصار عن المسلمين في غزة، ومن قصره أعلنت ليفني الحرب على غزة وأمطرت المساجد والبيوت بقنابل الفسفور الأبيض، وحرم مبارك أهل مصر من الغاز وباعه ليهود بأبخس الأثمان وقيد الجيش بقيود ذل منعته من تقديم العون لإخوانه خلف الحدود المصطنعة وأصوات القصف والقنابل تكاد تصم آذانهم .
وليس غريبا أن يتمنى اليهود بقاء هذه الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين التي تضمن وجودهم وتحرس حدودهم، لكن الغريب أن يبقى أحد في الأمة الإسلامية يجادل في حقيقة عمالتها للغرب، أو يرتمي في أحضانها ويدافع عن بقائها أو يأمل فيها خيرا للبلاد أو العباد .
لقد آن للأمة الإسلامية أن تخلع هذه الأنظمة العميلة التي يتمنى اليهود بقائها، وأن تقيم الخلافة التي تطبق شرع الله وتحرر الأرض وتطرد الاستعمار وتحقق للأمة سيادتها ونهضتها.