يوماً بعد يوم تنكشف لأهل فلسطين حقيقة ومضمون المشروع الوطني المزعوم وحقيقة السلطة التي تنادي به، فما من يوم يمر إلا ويُسجل فيه للسلطة فضيحة من الفضائح ونقيصة من النقائص، بدءاً بفضائح قياداتها وانتهاءً بسياساتها، فمن سرقة الأموال إلى تعاون شخصي مع الاحتلال إلى تصرفات مراهقين، وانتهاءً بفضائح سياساتها من متاجرة بأرض الإسراء والمعراج وخدمة أمن الاحتلال و... إلى رعاية الرذيلة من مثل مهرجانات الرقص والغناء ومسابقات الجمال وعروض الأزياء ... وتسميتها بالثقافة الشعبية!!
فإنه وليس ببعيد من وقت منع السلطة الفلسطينية مؤتمر الخلافة الذي دعا إليه حزب التحرير-فلسطين في رام الله بتاريخ 17-7-2010م واعتقال حوالي ألف من شباب وأنصار حزب التحرير، والتعاون مع شرطة يهود لمنع دخول الجماهير إلى رام الله لحضور هذا المؤتمر الذي يذكر المسلمين بفرض عظيم ويبين طبيعة الخلافة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحثهم على العمل لها استجابة لأمر الله الجازم، فإنها تسمح بعقد ما يسمى بمهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى !! بالرغم مما يمثله هذا المهرجان من تحد سافر لمفاهيم أهل فلسطين المسلمين وأحكام دينهم.
ففي عرف السلطة الرقص والغناء والعري فن وثقافة يجب أن يتم الحفاظ عليها، أما فكرة الخلافة فهي ممنوعة مرفوضة، لأنها تخالف عقيدتها الديمقراطية التي تقوم على الحريات الفاجرة وعلى تشريع الناس بدل تشريع رب الناس!
وفي عرف السلطة القيام بما أفترضه الله جرماً يستوجب الملاحقة والاعتقال والمحاربة في الأرزاق، بينما الفسق والفجور قيماً عليا تسهر أجهزتها الأمنية للحفاظ عليها!!
لقد جسدت السلطة في أفعالها هذه سيرة قوم لوط بقلبهم للموازين وجعلهم العفة جرماً بينما الفحشاء فضيلة بقولهم (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).
إن هذه التصرفات من السلطة تؤكد أنها تنطلق في حرب دعوة الخلافة من منطلقات فكرية وتوجهات غربية غريبة عن الأمة وتطلعاتها، كما تُكذبُ هذه التصرفات الذرائع القانونية التي حاولت السلطة أن توهم العامة بأنها هي السبب الحقيقي الذي يقف خلف منعها لفعاليات ذكرى هدم الخلافة.
إن السلطة، وهي نسخة مصغرة عن الأنظمة القائمة في البلاد العربية والإسلامية، تنتهج نهج الفسق والفجور وتناصب الإسلام العداء وها هي يوماً بعد آخر تنحاز لمشاريع الكافرين وتحارب مشروع الأمة "الخلافة" بما يعنيه من تطبيق لشرع الله وإقامة للحدود وتشريعات تشمل كل مناحي الحياة.
إن دعوة الخلافة باتت كالثوب الأبيض الذي يزداد نصاعةً يوماً بعد يوم، بينما يزداد أعداء هذا المشروع وأدواتهم قتامة واسوداداً فوق اسوداد، مما ينبأ بدنو زوالهم وبزوغ الفجر المنير.
وإن يوماً ستبزغ فيه الخلافة بات يلوح في الأفق بإذن الله، لتملأ الخلافة الأرض عدلاً ونوراً كما ملئت من قبل ظلماً وفسقاً وجوراً، ولكن أكثر هؤلاء لا يعقلون.
19-7-2010م