شرعت قيادة السلطة الفلسطينية بتحركاتها واتصالاتها على مستوى العالم للتحضير لتوجه رئيس السلطة محمود عباس وأعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة، من أجل أن يكون الرئيس والقيادة مع أبناء شعبنا الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية هناك، والتأكيد على أن دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية هي صاحبة الولاية والمسؤولية على أرض دولة فلسطين كافة، والعمل على استعادة الوحدة الوطنية. (سما الإخبارية)
يمكن إعادة صياغة الخبر بشكل أوضح وأدق في التعبير عن المشهد، وهو أن السلطة الفلسطينية برئاسة عباس تبدي استعدادها الكامل لتسلم قطاع غزة بعد القضاء على البنية التحتية للمجاهدين والحركات المسلحة، لتعيد تكرار تجربتها في الضفة، بكفاءة ربما أعلى بعد الخبرة التي اكتسبتها في التنسيق الأمني وخدمة الاحتلال وملاحقة المجاهدين وتسليم المطلوبين.
فالآن السلطة الفلسطينية أصبحت لديها خبرة عالية حصيلة عشرات السنين من العمل في الضفة، بحيث أصبحت متمرسة في عملية جمع السلاح تحت عنوان جمع السلاح غير الشرعي، ومن ثم حبس وتسليم كل من يرفض الانصياع والتماهي مع مشروع الخيانة والتفريط، ومن تعجز عنه تترك أمره إلى طائرات يهود لتغتاله بعد أن ترشدهم إلى مكانه، وتدرب أجهزة أمنية بعقيدة دايتون العسكرية لتحكم بها القطاع، ليصبح سلاح الأجهزة موجها إلى صدور الناس بدلا من يهود.
وعباس كالعادة لا يخجل من نفسه ولا من سلطته، ليعرض خدماته في تسوية الأمور بعد الحرب، ويظن نفسه فطنا وهو يصور هذا الدور بالدور البطولي وكأنه ذاهب لتحرير غزة أو إنقاذ أهلها!!
سيدخل غزة هو ومن معه إن سمح لهم يهود، بإذن يهود وتحت بساطير جنود يهود، ليؤكد بأن السلطة والمنظمة هي صاحبة الولاية والمسؤولية على أرض دولة فلسطين كافة!! ما هذا التذاكي والاستغباء؟!
إن السلطة كما كل حكام المسلمين، قد حسموا أمرهم منذ أن اعتلوا العروش والكراسي، بأنهم مع أعداء الأمة، وهم مستعدون لتقديم كل الخدمات التي تطلب منهم لتثبيت الاحتلال والاستعمار في فلسطين وفي بلاد المسلمين كلها، ولولاهم لما استقام ليهود مقام في فلسطين.
20/8/2024